ذلك وبالكبريت حتى تمتلىء القدر ، ثم توقد تحت القدر ناراً فإذا التهب الرصاص حرك بحديدة إلى أن يصير رماداً ولا يظهر فيه شيء من جوهر الرصاص ، فإذا صار إلى هذه الحال أنزل عن النار ، وينبغي للذي يعمله أن يغطي أنفه فإن رائحته ضارة جدُّا ، وقد تؤخذ سحالة الرصاص أيضاً وتخلط بكبريت وتصير في قدر وتحرق على هذه الصفة التي وصفنا. ومن الناس من يأخذ صفائح الرصاص ويصيرها في قدر من طين ويغطيها بغطاء يلزقه عليها ويصير فيه ثقباً دقيقاً ينفذ منه البخار ويحرقه إما في أتون وإما بأن يضعه في مستوقد ويوقد النار تحته ، ومن الناس من يذر أسفيذاج الرصاص مكان الكبريت ويلقي عليها شعيراً ، ومنهم من يصير الصفائح في قدر ويضعها في نار قوية ويحركها حركة شديدة بحديدة إلى أن تصير رماداً ، وهذا الضرب من الإحراق صعب شاق فإذا أفرط في إحراق الرصاص صار لونه شبيهاً بلون المرداسنج ، وأما نحن فإنا نختار الضرب الأول من ضروب الإحراق ، وينبغي أن يغسل مثل ما تغسل القليميا ويرفع ، وقوّة الرصاص غير المغسول شبيهة بقوة المغسول إلا أنها أشد منها وأفضل. الغافقي : الرصاص هو ضربان : أحدهما الرصاص الأسود وهو الأسرب والآنك ، والآخر الرصاص القلعي وهو القصدير وهو أفضلها ، فإذا لطخ الأصبع بدهن أو شحم ودلك به رصاص ولطخ به الحاجبان قوى شعرهما وكثره ويمنع من انتثاره ، والرصاص المحرق يصلح للجراح والقروح إذا وقع في المراهم ويوافق قروح العين إذا وقع في أدويتها. ابن سينا : وإذا حك الرصاص بشراب أو زيت أو غيره نفع من الأورام الحارة. خواص ابن زهر : إن دلك الرصاص بدهن حتى يصدأ ثم أخذ ذلك الدهن وطلي به حديد لم يصدأ ، ومن لبس منه خاتماً نقص بدنه ، وإن طرح في القدر قطعة رصاص لم ينضج اللحم ولو أوقد عليه مدة. ومن الفلاحة : إن اتخذ منه طوق وطوقت به شجرة مثمرة فإنها لا يسقط من ثمرها شيء ويزداد بذلك ثمرها.
رطب : جالينوس في أغذيته : وأما الثمر الطري وهو الرطب فإنه أعظم مضرة من غيره ، والرطب مع هذا يحدث في البطن نفخة كما يفعل ذلك التين الطري ، ونسبة الثمر الطري وهو الرطب إلى سائر الثمر مثل نسبة التين الطري إلى اليابس. ابن ماسويه : هو حار في وسط الدرجة الثانية رطب في الأولى ، وغذاؤه أكثر من غذاء البسر وأحمد والرطب الهيرون وما أشبهه ، والمختار بعد الأصفر والمكروه ما اسود وخاصة الرطب ، والتمور إفساداً للثة والأسنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : الرطب يسخن ويولد دماً غليظاً تسرع استحالته إلى الصفراء رديء لأصحاب الأمزاج والأكباد الحارة ، ولم يسرع إليه الصداع والرمد والخوانيق والبثور والقلاع في فمه والسدد في كبده وطحاله ، وأصنافه كثيرة وأردؤها أغلظها جرماً وأشدها حرارة أصدقها حلاوة ، وليس بموافق في الجملة للمحرورين ، وأما من ليس بحار المزاج ولا ضعيف الأحشاء مهيجاً فإنه يسمنه ويخصب بدنه ، ولا يحتاج إلى إصلاحه ، فالمحررون ينبغي أن يغسلوا أفواههم بعد أكله بالماء الحار ويتمضمضون ويتغرغرون به مرات ثم بالماء البارد ، ومن كان أحر مزاجاً فليتغرغر وليتمضمض بالخل الصرف ، ومن كان دون ذلك في التهاب المزاج فبالسكنجبين الحامض ، ويؤخذ عليه رمان حامض ويؤكل عليه سكباجة حامضة أو حصرمته أو بعض ذلك من البوارد الحامضة كالهلام والقريص ونحوه ، فإن كانت الطبيعة لا تنطلق ويكثر في البطن النفخ والقراقر