النوع المسمى من أنواع الصنوبر قوقا ، والعلك الذي يكون من شجر الصنوبر المسمى سطرموليا وهو الصنوبر الكبار فهما أشدّ حرافة وحدّة من علك البطم ، ولكنهما ليسا يحللان ولا يجذبان أكثر منه ، وعلك الصنوبر الكبار في هذه الخصال أشدّ وأكثر من علك الصنوبر المسمى قوقا ، فأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشجرة المسماة لاطي فهما وسط بين الأمرين لأنهما أحد من علك البطن وأقلّ حدّة من علك قوقا وعلك الصنوبر الكبار ، ولعلك البطم مع هذا شيء من اليبس وبعده في اليبس المصطكي ، وأما علك السرو فله حرافة وحدّة والعلك المسمى لاركس (١) هو أيضا شبيه بعلك البطم. ديسقوريدوس في ١ : وصمغ شجرة الحبة الخضراء يؤتى به من بلاد الغرب ، ومن البلاد التي يقال لها بطرا وقد يكون بفلسطين وسوريا وبقبرس وبلينوي وبالجزيرة التي يقال لها قليقلاوس ، وهو أجودها.
وهذه صفته هو أصفاها ولونها أبيض شبيه بلون الزجاج مائل إلى لون السماء طيب الرائحة تفوح منها رائحة الحبة الخضراء ، وأجود هذه الصموغ صمغ شجرة الحبة الخضراء وبعده صمغ المصطكي وبعده صمغ بنطوقنداس وهو التنوب وهو شجرة قضم قريش وبعده صمغ الشجرة التي يقال لها لاطي ، وبعده صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر ، وكل واحد من هذه الصموغ مسخن ملين مذوّب منق موافق للسعال وقرحة الرئة ونفث الدم منق لما في الصدر إذا لعق وحده أو بعسل مدر للبول منضج ملين للبطن موافق لالتزاق الشعر بالجفون ، وإذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون كان صالحا للجرب المتقرح والآذان التي تسيل منها رطوبات ، وإذا خلط بعسل وزيت يصلح لحكة القروح مثل الأنثيين والرحم ، وقد يقع في أخلاط المراهم والأدهان المحللة للأعياء ، وينفع من أوجاع الجنب إذا تمسح به وحده ، وإذا تضمد به كان نافعا من الخراج والجراحات وغيرها من الأدواء وأجود هذه الصموغ ما كان صافيا يبرق ، ومن صمغ التنوب وصمغ قوقا وهو الأرز ما يكون رطبا ويؤتى به من غالاطيا ، ومن البلاد التي يقال لها هونيا (٢) وقد كان يؤتى به أيضا فيما مضى من البلاد التي يقال لها قولوفون ، ولذلك سمي ما أتى به من تلك البلاد قولوفنيا وقد يؤتى منه بشيء من غالاطيا ومن البلاد التي يقال لها بلاد السرو ، وتسميه أهل تلك البلاد لارقس ، عظيم المنفعة من السعال المزمن إذا لعق منه وحده ، وهذه الصموغ الرطبة هي مختلفة الألوان ، وذلك أن منها ما لونه أبيض ومنها ما لونه زيتي ومنه ما يشبه لونه لون العسل مثل لارقس ، وقد تكون أيضا من السرو وصمغة رطبة تصلح لما ذكرناه ، وقد يوجد من يابس هذه الصموغ ما يكون من الصنوبر ومن الأرز ومن التنوب ومن الشجرة التي يقال لها لا طي ، واختر منها أطيبها رائحة صافي اللون لا يابسا ولا رطبا يشبه الموم هين الإنفراك وأجودها صمغ التنوب وصمغ لا طي لأنهما طيبا الرائحة ورائحتهما تشبه رائحة الكندر ، وقد يؤتى من هذه الصموغ بضروب من الجزيرة التي يقال لها مطروشيا وهي بلاد إسبانيا ، وأما صمغ قوقا وهو الأرز وصمغ الصنوبر وصمغ السرو فإنها أضعف من صمغ التنوب وصمغ لا طي وليس لها من القوة ما لتلك غير أنها تستعمل في كل ما تستعمل فيه تلك ، وأما المصطكي فإن قوّته قريبة من صمغة الحبة الخضراء ، وقد يطبخ ما كان من هذه الصموغ رطبا في إناء يسع ٤ أضعاف الرطوبة التي تصير فيه ، فينبغي أن يصير في إناء نحاس من الصمغ ٩ أرطال ومن ماء المطر ثمانية عشر رطلا ويطبخ طبخا رفيقا على جمر ويحرك حركة دائمة إلى
__________________
١) نخ لاريس.
٢) نخ : بونيا.