له ورق شبيه بورق الجرجير إلا أنه أكبر منه مثل ورق الشوكة التي يقال لها فاداوس ، وأغصان كبار يخرج من الأصل عشرة أو اثنا عشر طولها نحو من ذراع وفي أطرافها رؤوس شبيهة بالزيتون إلا أنّ عليها زغبا مثل جوز الدلب وهو أكبر من الزيتونة وأعرض وزهر أسود وبعد الزهر يكون له حمل شبيه بالعناقيد فيه ١٥ حبة أو ١٢ والحب مستدير أسود رخو في رخاوة العنب شبيه بحب النبات الذي يقال له فسوس ، وله أصل أبيض غليظ أجوف طوله نحو من ذراع وينبت في أماكن جبلية ومواضع تخترقها الرياح فيما بين شجر الدلب. جالينوس : هذا النوع لا ينتفع به أصلا فيما يعالج به البدن من داخل ، وذلك أنه إن شرب منه إنسان وزن أربعة مثاقيل قتله ، وإن شرب أقل من هذا المقدار أحدث به جنونا ، فأما إن شرب منه وزن مثقال واحد فإنه لا يؤذي ولكنه في هذه الحال أيضا لا ينتفع به ، فأما من خارج فإنه إذا عمل منه ضماد شفى القروح الرديئة الساعية وأنفع ما في هذا لحاء أصله ، وهذا اللحاء يجفف تجفيفا كأنه في الدرجة الثانية عند منتهاها. ديسقوريدوس : وإذا شرب من الأصل مقدار درهمين خيل لشاربه خيالات ليست بوحشة وإذا شرب منه مقدار درخميين أسكر ثلاثة أيام وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات فعل ذلك وقتل وباد زهرته هو الشراب الذي يقال له مالقراطن إذا شرب منه كثير وتقيء وفعل ذلك مرارا كثيرة.
عنب الدب : كتاب الرحلة : هو إسم لشجرة جبلية كثيرا ما تنبت عند الصخور وعليها ، وتسميها العجم غابش بالغين المعجمة والباء بواحدة مفتوحة مشددة قبلها ألف وبعدها شين معجمة ، وبالإسم الأوّل وقعت عند جالينوس في كتاب الميامن تكون في منبتها متدوحة على قدر القامة تميل على الأرض ميلا كثيرا ويلصق بعضها على الحجارة وفيها اعوجاج وغصونها صالبية الشكل (١) غير مشوكة ورقها رماني الشكل صغير مفلطح في مشابهة ورق الرجلة ، وثمرها على قدر المتوسط من النبق أحمر مليح الحمرة وداخله عجم صغير أربع أو خمس وطعمه قابض وطعم الثمر حلو بيسير مرارة يخالطه لزوجة وقبض يسير ، وينبت بالأندلس أيضا بالجبال كأغرناطة وجيان ورندة يؤكل غضا ويتخذ من يابسه سويق وهو نافع من الإسهال المزمن وزهرها فيه مشابهة من زهر الحبي إلا أنه أدق ولونه ما بين الصفرة والخضرة إذا سقط خلفه الثمر على الصفة التي وصفناها عناقيد تتعلق من معاليق صغار وهي مما ينبت بجبال رندة بمقربة من عين شبيلة وبجبال غرناطة بمقربة من الكنيسة.
قال جالينوس في الميامن عن أسقلبيادس : إنه يكون في نيطش وهو ثمر نبات منخفض شبيه بما يكون بين الشجر والحشيش ، وورقه شبيه بورق النبات الذي يقال له قاتل أبيه ، ويحمل ثمرا مدوّرا أحمر في طعمه قبض يقع في الأدوية النافعة من نفث الدم.
عنب الحية : يقال على ثمر الهزار جسان وهي الكرمة البيضاء واليونانيون قد يسمون بهذا الإسم ثمر الكبر أيضا ، وسنذكر كل واحد منهما في بابه.
عنكبوت : جالينوس في ١١ : قد ذكر قوم أن نسجه إذا وضع على الجراحات الحادثة في ظاهر البدن حفظها بلا ورم. ديسقوريدوس في ٢ : العنكبوت إذا خلط بالمراهم ولطخ على خرقة وصير على الجبهة أو على الصدغين أبرأ من الحمى حمى الغب ، ونسجه إذا وضع وحده على موضع يسيل منه دم قطعه ، وإذا وضع على القروح التي لا عمق لها منع منها الورم ، ومن العنكبوت صنف يكون نسجه أبيض كثيفا وهو على ما زعم قوم إذا شدّ في جلد وعلق على العضد منع من حمى الربع ، وإذا طبخ
__________________
١) في نسخة صالبة.