في العسل الرقيق يوما ويمضغ العليل التينة بما فيها ويشرب بعدها ماء حارا قد أغلي فيه بورق ، وقد يعمل لعوق من عصير ورقه إذا طبخ مع ضعفه عسلا منزوع الرغوة للربو والبهق ولا يصلح العنصل إلا للمشايخ والمبرودين وليتجنبه من سواهم ، وينبغي أن تحذر منه البصلة الواحدة النابتة في الأرض وحدها مفردة فإنها قاتلة ، وبالجملة فإن الإكثار منه يقتل بالتقطيع. ديسقوريدوس في الخامسة : وأما خل العنصل فصنعته على هذه الصفة : يؤخذ من بصل العنصل الأبيض فينقى ويقطع بسكين عود ، وتشك قطعه في خيط وتكون القطع متفرقة لا يماس بعضها بعضا ويجفف في ظل ٤٥ يوما ، ثم يؤخذ منه مقدار منّ ويلقى عليه ١٢ قسطا من خل ثقيف ، ويوضع في الشمس ٢٥ يوما وتكون الآنية التي فيها الخل والعنصل مغطاة ويستوثق من تغطيتها ، ثم يؤخذ من العنصل فيعصر فإذا عصر رمى به ، ويؤخذ الخل فيصفى ويرفع ، ومن الناس من يأخذ من العنصل منا ويلقى على ٥ أقساط من الخل ، ومنهم من يأخذ العنصل فينقيه ولا يجففه ، ولكن يستعمله طريا ويأخذ منه مقدار منّ فيلقيه على الخل ويدعه ٦ أشهر ، وخل العنصل الذي يعمل على هذه الصفة هو أشدّ تقطيعا للكيموس الغليظ من سائر خلول العنصل ، وإذا تمضمض يخل العنصل شدّ اللثة المسترخية وأثبت الأسنان المتحرّكة وأذهب نتن الفم ، وإذا تحسى صلب الحلق وجسى لحمه وصفى الصوت وقواه ، وقد يستعمل لضعف المعدة ورداءة الهضم والسدد والمرض العارض من المرة السوداء الذي يقال له مالنخوليا وايليمسيا وهو الصرع والجنون ، ولتفتيت الحصى الذي في المثانة والاختناق العارض من وجع الرحم ، ولورم الطحال وعرق النساء ، وقد يقوّي أعضاء البدن الضعيف ويفيده صحة ويحسن لونه ويحدّ البصر ، وإذا صب في الأذن نفع من ثقل الأذن. وبالجملة؛ فقد يوافق في أمراض الجوف كلها ما خلا قرحة إن كانت في الجوف ، وينبغي أن يسقى على الريق ويسقى منه في أوّل يوم يستعمل شيء يسير ويزاد قليلا بعد قليل إلى أن يبلغ مقدار قوانوس. ومن الناس من يسقى منه مقدار قوانوسين أو أكثر ، وأما شراب العنصل فصفته أن يؤخذ بصل العنصل ويقطع كما قلت آنفا ويجفف في الشمس ، ويؤخذ منه مقدار منّ ويدق وينخل بمنخل ضيق ويصر في خرقة كتان رقيقة وتؤخذ الصرة وتصير في ٢٥ قسطا من عصير حلو جيد حديث في أول ما يعصر وتترك فيه ثلاثة أشهر ، وبعد ذلك يصفى الشراب ويفرغ في إناء آخر ويرفع بعد أن يسدّ رأسه ويستقصى سدّه ، وقد يمكن أن يعمل العنصل رطبا على هذه الصفة يؤخذ وهو رطب فيقطع كما يقطع السلجم ويؤخذ منه نصف ما يؤخذ من اليابس فيلقى عليه العصير ويوضع في الشمس ٤٥ يوما ويعتق ، ويعمل أيضا شراب العنصل على صفة أخرى يؤخذ العنصل فينقى ويقطع ويؤخذ منه ٣ أمناء ويلقى على جرة من الجرار التي يستعملها أهل أنطاليا من عصير جيد يوم يعصر ويغطى ويترك ٦ أشهر ، وبعد ذلك يصفى ويرفع في إناء وشراب العنصل ينفع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة ، ومن البلغم الغليظ اللزج الذي يكون في المعدة وفي الأمعاء ، ومن وجع الطحال وعرق النسا ، ومن فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء ومن الاستسقاء واليرقان وعسر البول والمغص والنفخ والفالج العارض من الاسترخاء ومن السدد والنافض الموهن ، ومن شدخ أطراف العضل ، وقد يدر الطمث ومضرته للعصب يسيرة وأجود شراب العنصل ما كان عتيقا ، وينبغي أن يجتنب شربه في الحمى ، وإذا كانت في البدن قرحة. الشريف :