العين وفي قلع الجرب العتيق منه والحديث ، وقد تقلع أصناف جرب العين الثلاثة وتبرئ منه ، وخاصة إذا حكت بماء الرمان الحامض وقلب الجفن وطليت عليه ، وقد يجلو الاكتحال بها منها آثار القروحات والبياض الكائن من ذلك قديمة وحديثة ، وتدخل في كثير من الشيافات الجالية لغشاوة العين المقوية للنور الباصر ، وتدخل في تحجيراتها وفي أضمدتها ولها قوة تجلي بها الفضول من جميع الأعضاء الباطنة وتنقي الرئة والصدور وآلات النفس من الرطوبات المتكونة المنصبة إليها والقرحات المتكونة فيها المؤدية إلى السل ، وإلى نفث القيح ، وذلك أنه إن سقي الوصب منها وزن نصف مثقال إلى وزن درهم مداقا في طبيخ الزوفا ودهن اللوز الحلو حلل ذلك وأخرجه بالنفث وقطعه ونقى الرئة والصدر منه تنقية عجيبة ، وإن سقي منها وزن نصف درهم مداقا في شراب البنفسج أو في الجلاب نفع من السعال الرطب وقرحات الصدر وأبرأها وأدملها وأخرج ما فيها من الرطوبات بالنفث وإذا حكت هذه العصارة بيسير من ماء ورد وديفت في عسل النحل وتضمدت بها الخراجات العفنة الخبيثة فإنها تجلوها وتنقي ما فيها من الوسخ وتدملها ، وإذا ضمد بها على الجراحات وعلى الدماميل الفجة وعلى الخنازير فإنها تحلل جساءها وتنضجها وتلينها بغير وجع ولا أذى وتفتحها. الشريف : الفراسيون إذا كان طريا ودق مع شحم كلي ووضع على الأورام حللها ، وكذا يفعل بالخراجات إذا أصابها الريح ، وإذا احتفر حفرة في الأرض على قدر الإنسان وفرش في قعرها رمل ، وأوقد فيها النار حتى تسخن جيدا ثم أزيلت النار عن الحفرة وأخذ من نبات الفراسيون بنوعيه كثير وفرش في أسفل الحفرة ومتن به ثم يرقد العليل الذي أقعدته الرياح وعجزته عن المشي وعن التصرف في الحفرة ، والفراسيون تحته وفوقه ويغطى العليل بالنبات ، ثم يدثر على الكل بالثياب الكثيرة ويترك مقيما ولا يزال ذلك عنه إلى أن تبرد الحرارة فإن العليل يقوم صحيحا مجرب ، وإذا ربب ورقه مع العسل المنزوع الرغوة كان من أنفع الأشياء للسعال والربو والتضايق ، وإذا استخرج مائية النخالة وصنع منها حساء ووضع معها عند الطبخ نصف أوقية من ورق الفراسيون وتحرك إلى أن يكمل طبخ الحساء وتحسى نفع من السعال المفرط وغلظ النفث ، وينبغي أن يفعل ذلك ستة أيام موالية فإنه عجيب مجرب ، وإذا دق ورقه غضا وتضمد به نفع من تعقد الأمعاء (١) ووجعها ، وإذا عصر ماؤه وشرب منه مقدار أوقيتين مع دهن ورد إن أمكن وإلا بزيت عتيق نفع من أوجاع الأمعاء نفعا عجيبا. التجربتين : الفراسيون ينفع بالجملة من الرياح الغليظة جدا كيفما استعمل مشروبا وضمادا أو كمادا بطبيخه ، وإذا وضع ضماده على الصدر نفع من ضيق النفس ، وإذا ضمد به انتفاخ الأعضاء من الرياح كان ذلك يوجع أو دوئه كالسرة والخاصرة والجنين حللها وسكن أوجاعها ، وإذا طبخ بالماء وضمد به الطحال نفع من وجعه المتولد عن ريح غليظة وماؤه اكتحالا به مع العسل ينفع من ابتداء نزول الماء في العين ، وإذا تضمد به أنواع الانتفاخ في الأجفان مع دهن بنفسج أبرأها ، وإذا درس غضا مع أحد الشحوم ووضع على الفسخ الوجع حلل انتفاخه وسكن وجعه ونفع منه منفعة عجيبة بالغة جدا ، وإذا مضغ ورق الفراسيون كما هو وابتلع نفع الفالج والأوجاع المتولدة في المعدة والجوف ، ومتى طبخ بالماء والزيت أو بالماء وحده وكمدت به العانة من الرجال والنساء نفعهم من الأوجاع العارضة فيها من عسر البول ومن الريح ومن جميع أصناف
__________________
١) نخ : الأعضاء.