في قدر جديدة من فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ، ثم غط القدر واستقص تغظيتها وضعها في شمس حارة ثم صف أوّلا فأوّلا ما ذاب من الشحم وصير الصفو في إناء خزف آخر ولا زال تصفي ما ذاب حتى لا يبقى منه شيء ثم خذ ما صفيت وأخزنه في موضع آخر بارد ، واستعمله. ومن الناس من يأخذ القدر ويصيرها في ماء حار بدل الشمس أو على جمر ضعيف الإحراق وقد يعالج الشحم على جهة أخرى وهو أنه إذا نقي من حجبه سحق بعد ذلك ويذاب في قدر ويذر عليه شيء يسير من ملح مسحوق ثم يوضع في خرقة كتان ويخزن ويوافق الأعياء إذا وقع في أخلاط الأدوية النافعة منه ، وشحم الخنزير وشحم الدب هكذا يعالج به. خذ منه ما كان طريا كثير الدسم مثل شحم الكلى وصيره في ماء كثير من ماء المطر وليكن باردا جدّا ونقه من حجبه وأمرسه في جوف الماء مرسا شديدا بيدك ثم اغسله مرارا كثيرة بماء بعد ماء ثم صيره في قدر فخار تسع ضعف الشحم الذي صير فيها ثم صب عليه من الماء ما يغمره وضعه على جمر ضعيف الإحراق وحركه بشيء فإذا ذاب فصفه بمصفاة على ماء آخر ، ودعه يبرد ثم صب ماءه واستقص ذلك ثم صيره أيضا في قدر مغسولة وصب عليه ماء وأذبه برفق وخذ ما صفي منه وارم بالغير وخذ الصفو وصيره في صلاية أو قدر واسعة ممسوحة بأسفنج مبلول بماء بارد فإذا جمد فأخرجه وما كان فيه من وسخ في أسفل الإناء فاعزله ثم أذبه ثالثة في قدر بغير ماء ثم صبه في صلاية أو قدر ثم إذا جمد خذ صافيه كما فعلت وصيره في إناء من خزف وغطه واخزنه في موضع بارد ، وشحم التيوس وشحم الضأن وشحم الأيل (١) هكذا يعالج به خذ من شحوم هذه الحيوانات مثل الصنف الذي وصفنا لك ونقه من حجبه واغسله على ما وصفنا لك في ذكر شحم الخنزير ثم صيره في إناء وامرسه ورش عليه من الماء قليلا قليلا ولا تزال تفعل ذلك إلى أن لا يظهر منه شيء من دم ولا يظهر على الماء شيء من وسخه ويبيض وينقى وصيره في قدر من فخار وصب عليه من الماء ما يغمره وصيره على جمر هين لين الحرارة وحركه فإذا ذاب فصبه في إناء فيه ماء بارد واغسله ونشف القدر وأذبه بآنية وافعل ذلك كما وصفت لك آنفا وفي المرة الثالثة أذبه بغير ماء ثم صبه في إناء قد مسح بالماء ودعه حتى يبرد وينعقد ثم اخزنه على ما وصفت لك في ذكر شحم الخنزير ، وشحم الكلى من البقر الإناث يؤخذ ثم ينقى من حجبه ويغسل بماء البحر ويصير في هاون ويدق ناعما ويرش عليه من ماء البحر وهو يدق فإذا هو سحق صير في قدر فخار ويصب عليه من ماء البحر ما يزيد عليه مقدارا يسيرا ويطبخ حتى تذهب رائحته الطبيعية وألق على كل منّ من الشحم قدر أربعة دراهم من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طرفى ثم صفه وما كان في أسفل القدر من وسخ طرح وصيرت الصفو في قدر فخار جديدة ، ووضعت كل يوم في الشمس مغطاة لكي يبيض ويذهب عنه نتن الرائحة ، وشحم الثور هكذا يعالج جدا خذ أيضا شحم الكلى من الثور طريا واغسله بماء ونقه من حجبه وصيره في قدر خزف جديدة وذر عليه شيئا من ملح ودفه وصفه في ماء صاف فإذا بدا أن يجمد فاغسله بكلتا يديك وأدلكه دلكا شديدا وأبدل ماءه مرات إلى أن ينقى ثم صيره في قدر فخار جديدة وأطبخه بشراب ريحاني مساو له في الكمية فإذا غلى غليتين فارفع القدر عن النار ودع الشحم فيها يوما وليلة وبعد ذلك إن وجدت فيه شيئا من رائحته وزهومته فخذه وصيره في قدر أخرى جديدة ، وقد يذاب أيضا بغير ملح يذر عليه على ذلك للأمراض التي يصرّ بها الملح والذي يعمل على هذه
_________________
١) في نسخة الأيايل.