يبلغ من إسخانها أنها تدر الطمث والبول وطعمه أيضا شديد الحدّة (١). ديسقوريدوس : ومنه غير بستاني ويقال له أوريعانس وليس يدب في نباته بل هو قائم وله أغصان دقاق رقاق في مقدار ما يصلح لفتل القناديل ، وأغصانه مملوءة ورقا شبيهة بورق السذاب إلا أنه إلى الدقة ما هو وأطول وأصلب من ورق السذاب وزهره حريف مرّ المذاق ورائحته طيبة وله عرق لا ينتفع به وينبت بين الصخور وهو أقوى وأسخن من البستاني وأصلح في أعمال الطب لأنه يدر الطمث إذا شرب ويدر البول وينفع من المغص ورض العضل وأطرافها وأورام الكبد الحارة ويوافق ضرر الهوام إذا شرب ، أو تضمد به ، وإذا طبخ بالخل وصير معه دهن ورد وصب على الرأس سكن الصداع ، وإذا شرب وافق المرض الذي يقال له قرانيطس وليبرعس أيضا وإذا شرب منه وزن أربعة درخميات بخل سكن قيء الدم. ابن سينا حار في الثالثة : يابس فيها يقاوم العفونات ويقتل القمل وينفع من الأورام الباردة ومن القلغموني الشديد الصلابة وينفع من الديدان وحب القرع ويخرج الجنين الميت وكذا بزرهما وخصوصا البرّي منه. وقال في الأدوية القلبية : إذا عدل حره ويبسه بدهن البنفسج وبقيت عطريته ونفوذه كان نافعا في تعديل مزاج الروح التي في الدماغ وإذا كان ذلك بلغمي المزاج لا يحتاج أن يعدل ، ولم أسمع له في الروح التي في القلب كبير فعل ويشبه أن يكون له فعل لما ذكرنا من أوصافه. غيره : يطيب رائحة الشعر إذا دلك به الرأس والذقن بعد الخروج من الحمام وينفع من السدد المتولدة من الكيموسات الغليظة التي في الدماغ وسدد المنخرين أيضا وخاصة النفع من لسع الزنبور إذا شرب منه درهمان أو مثقال بسكنجبين.
نمارق : التميمي في المرشد : زهره يكون بأرض فارس والعراق وهو شبيه بالياسمين الأبيض على شكله إلا أنه أقوى حرارة منه وهو حار في الثانية يابس في آخر الأولى شمه مضرّ بالمحرورين نافع للمبرودين.
نمل : الشريف : زعم بنادوق أن نمل المقابر الكبير منه إذا سحق بخل ولطخ به البرص بعد الإنقاء أزاله وحيا ، وإن أخذ من الكبار الأسود مائه فتغرّق في نصف أوقية من دهن الرازقي وتترك فيه ثلاثة أسابيع ثم يدهن به الإحليل فإنه يسرع الإنعاظ ويوتر القضيب ويصلبه ويقوي عصبه ، وإذا سحق بالماء وطلي به الآباط بعد نتفها أبطأ نبات الشعر فيها.
نمر : الشريف : هو حيوان فيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه منقط الجلد بسواد ، ذكره أرسطوطاليس في كتاب خواص الحيوان ، ودمه إذا لطخ به الكلف وترك حتى يجف أبرأه وإن احتيج إلى عوده أعيد عليه ، ويقال أن مخه إذا ديف بدهن زنبق واحتمل نفع من أوجاع الأرحام ، وشحمه حار يابس إذا تدهن به الفالج كان أنفع شيء في علاجه لا يعدله في ذلك دواء ، وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أن النمر يحب شرب الخمر فإن وضع في مكان وشربه حتى يسكر لا يمنع عن نفسه من قصده ، ويقال أنه متى لطخ إنسان جسده وجوارحه بشحم ضبعة عرجاء ودخل على النمر في مكانه قعد أمامه ولم يقدر على النهوض عليه ولا على الحركة أصلا ، وقيل في كتاب السمائم أن مرارته لا تحب أن تقرب لفرط رداءتها ، وقد قدر لذلك قدر فالأولى أن لا تذكر وكذا مرارة الببر وهو سبع عظيم.
نمكسود وقديد : جالينوس في أغذيته : والإختلاف بين اللحمان من طريق أنها تملح وتقدّد أيضا اختلاف ليس بيسير لأنها تختلف من هذا الوجه
__________________
١) نخ الحرارة.