الودع تتولد فيه حرارة ويبوسة وجلاء البهق والقوابي وجلاء البياض من العين وجلاء البصر وإذا دق لحمه ناعما واستعمل نشف الرطوبات الحادثة في الأعضاء المترهلة وهو صالح لأصحاب الحبن ولزيادة تجفيف كثير وتسخين يسير ، فإذا شرب بشراب أبيض نقى القروح الكائنة في الأمعاء قبل أن تحدث فيها عفونة. قال المؤلف : والشنج أيضا من جملة الودع وقد ذكرته في الشين المعجمة.
ودح : معمر بن المثنى : هو ما يتعلق بالأصواف من الأبعار فيجف عليها. جالينوس في الميامن : الودح هو الودك الذي من جنس الوسخ يكون في الصوف ويسمى الزوفا الرطب. لي : وقد ذكرت الزوفا الرطب في الزاي.
ورد : أبو حنيفة الدينوري : هو نور كل شجرة وزهر كل نبتة ثم خص بهذا المعروف فقيل لأحمره الحوحم ولأبيضه الوثير وللواحدة وثيرة وهو كله الجل والواحد جلة وأصله فارسي وقد جرى في كلام العرب والجبلي منه يقال له القتال وثمره الوليل (١) ولا أحسبه عربيا ومن الورد اشتقت الوردة من الألوان وهي حمرة غير مشبعة وهو بأرض العرب كثير ريفية وبرية وجبلية. إسحاق بن عمران : هو صنفان أحمر وأبيض. دويس بن تميم : وقد يكون منه أصفر وبلغني أنه يكون بالعراق ورد أسود أيضا وأجوده الفارسي ويقال أنه لا يتفتح والمختار من الورد القوي الرائحة الشديد الحمرة المندمج أوراق الزهرة. جالينوس في الثامنة : هو مركب من جوهر مائي حار مع طعمين آخرين أعني القابض وهو أرضي غليظ بارد والمرّ وهو لطيف حار. ديسقوريدوس في الأولى : رودا وهذا الورد وهو بارد واليابس منه أشد قبضا من الطريّ ، وينبغي أن يؤخذ الطريّ وتقرض أطرافه البيض بمقراض ويدق الباقي ويعصر ويسحق مع عصارته في الظل على صلاية إلى أن يثخن ويخزن لتلطخ به العين ، وقد يجفف الورد في الظل ويحرّك كثيرا لئلا يتكرّج وعصارة الورد اليابس إذا طبخ بشراب كان صالحا لوجع الرأس والعين والأذن واللثة إذا تمضمض بها والمقعدة إذا لطخ عليها بريشة وللرحم والمعي المستقيم ، وإن طبخ ورق الورد ولم يعصر وتضمد به نفع من الأورام الحارة العارضة في المرافق ومن بلة المعدة ومن الحمرة وقد يقع اليابس في أخلاط القمح والذرائر وأدوية الجرب والجراحات والمعجونات ، وقد يحرق ويستعمل في الأكحال لتحسين هدب العين ، وأما البزر الذي في وسطه فإنه إذا ذر وهو يابس على اللثة التي تنصب إليها الفضول أصلحها وأقماعه إذا شربت قطعت نفث الدم والإسهال. مسيح : قوّته باردة في الدرجة الأولى يابسة في الدرجة الثانية في آخرها. عيسى بن ماسه : يقوّي الأعضاء هو وماؤه ودهنه ويبرد أنواع اللهب الكائن في الرأس ولا سيما الأحمر منه والأبيض دونه في الفعل وإن كان ألطف رائحة. إسحاق بن عمران : جيد للمعدة والكبد مفتح للسدد الكائنة في الكبد من الحرارة جيد للحلق إذا طبخ مع العسل وتغرغر به. يحيى بن ماسويه : يهيج العطاس لمن كان حارّ الدماغ والمعدة. الرازي : يسكن الخمار (٢) ويهيج الزكام والنوم عليه يقطع الباه ويسهل إسهالا كثيرا. ابن سينا : مفتح جدا ويسكن حركة الصفراء.
وقال قوم : أنه يقطع الثآليل كلها إذا استعمل مسحوقا وينفع من القروح السحجة بين الأفخاذ والمغابن وينبت اللحم في القروح العميقة وادّعى قوم أنه يخرج الشوك والسلاء مسحوقا ضمادا وإن طبخ يابسه صلح لغلظ الجفون. وقال في الأدوية القلبية : امتزاج جوهره غير مستحكم كما في الآس ففيه جوهر مزاجه البرد في الثانية وجوهر مزاجه حار في الأولى وفيه جوهر ملين وجوهر
__________________
١) قوله : وثمره الوليل في نسخة الدليك اه.
٢) قوله : الخمار في نسخة الحمى اه.