النشاب ومنه ما يقال له شلس وهو الأنثى وهو الذي يعمل منه ألسن النايات ، ومنه ما يقال له سورلعبات وهو الكباي وهو كثير العقد غليظ الجرم ويصلح لأن يكتب به ومنه ما هو غليظ مجوف ينبت على شواطىء الأنهار يقال له دوهس ومن الناس من يسميه وقورباس ومنه ما يسميه فرعنطس وهو الساحلي إلى الرقة ما هو لونه أبيض وجل الناس يعرفون أصله. إذا تضمد به وحده أو مع بصل الزير جذب من عمق البدن واللحم أزجة النشاب وشظابا الخشب والقصب (١) والسلاء وما أشبه ذلك وإذا تضمد به مع الخل سكن انفتال العصب ووجع الصلب وإذا دق ورقه وهو طري ووضع على الحمرة وعلى الأورام الحارة أبرأها وقشره إذا أحرق وتضمد به مع الخل أبرأ داء الثعلب وزهر القصب إذا وقع في الأذن أحدث صمما وقد يقع بفعل القصب الذي يقال له فريوربوس مثل ما يفعل الأموغثطس. جالينوس في ٧ : أصل القصب قد ذكر قوم أنه إذا خلط مع بصل الزير اجتذب من عمق البدن السلاء والإبر لأن فيه قوّة جاذبة وفيه من قوّة الجلاء شيء يسير من غير حدة ولا حرافة. وأما ورق القصب فما دام طريا فهو يبرد تبريدا يسيرا ، وفيه مع هذا شيء من قوّة الجلاء ، وأما قشور القصب إذا أحرقت فقوتها لطيفة في غاية اللطافة محللة وفيها أيضا شيء يجلو ، وإسخانها أكثر من تجفيفها وينبغي أن يحذر القطن الذي في أطراف القصب فإنه إن دخل في الأذن منه شيء لحج بها وتعلق فيها جدا فأضر بالسمع حتى إنه مرارا كثيرة يحدث صمما. غيره : والندى الذي ينزل على القصب ينفع من بياض العين. الشريف : وإذا افترش ورقه في بيوت المحمومين غضا ورش عليه الماء البارد برد وكسر حدة حرّ الهواء القوي ونفع ذلك بمعونته في تبرد الهواء الواصل إلى العليل وإذا أحرق الأصل وسحق وديف بمثله حناء وخضب به الرأس شد أجزاءه وغلق مسامه وأعان على إنبات الشعر.
قصب الذريرة : ديسقوريدوس في الأولى : مالاحش الذراماطيطس ينبت ببلاد الهند وأجوده ما كان لونه ياقوتيا متقارب العقد إذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة أنبوبية طولية لونها إلى البياض ما هو ، ملا من شي لونه إلى البياض ما هو شبيه بنسج العنكبوت لزج إذا مضغ فهو قابض فيه حرفة. جالينوس في ٧ : في هذا القصب قبض قليل وفيه أيضا حدة وحرافة يسيرة وأما أكثر جوهره فهو من طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجا حسنا على توسط من الحرارة والبرودة فهو لذلك يدر البول إدرارا يسيرا ويخلط في الأضمدة التي تتخذ في المعدة والكبد وفي الأدوية التي يكمد بها الرحم بسبب أورام تحدث فيه وبسبب إدرار الطمث وإذا خلط في هذه الأدوية نفع منفعة كثيرة جدا وإذا كان الأمر فيه على هذا فليوضع من الدرجة الثانية من الإسخان والتجفيف وخاصة من درجات الأدوية التي تجفيفها أكثر من إسخانها وفيه مع هذا شيء لطيف كما في الأفاويه الأخر إلا أن اللطيف موجود في كثير من الأشياء الطيبة الروائح بمقدار قبض جدا وأما في قصب الذريرة فليس هو بكثير.
ديسقوريدوس : وإذا شرب أدر البول وكذلك إذا طبخ مع الثيل أو مع زر الكرفس وشرب وافق من به حرق ومن كانت بكلاه علة والذين بهم تقطير البول وشدخ العضل وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث ويبرئ من السعال إذا تدخن به وحده أو مع صمغ البطن واجتذب رائحة دخانه في أنبوبة في الفم وقد يطبخ فينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس النساء في مائه وقد
__________________
١) نخ والنصول.