وأئمة صناعتنا بالشاهترج وهي على الحقيقة ماهية وفعل وإسم وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن فانيوس لم يرد به ديسقوريدوس الكمون البري مع إعطائه الماهية والكيفية المخالفتين لماهية وكيفية فانيوس الذي هو الشاهترج فقد تقوّل الرازي على جالينوس وقوّله في الموضعين من كتابه ما لم يقله إذ كان يقول : قال جالينوس في الكمون البري ثم يورد كلامه في فانيوس الذي هو الشاهترج عنده وعند ديسقوريدوس ، وأعجب من ذلك أن الرازي ذكر في كتابه بعينه الكمون البري وأورد فيه نص كلام ديسقوريدوس بعينه وإنما توهم على جالينوس أن فانيوس عنده هو الكمون البري وذلك باطل بل لم يذكر ديسقوريدوس الكمون البري البتة لا بالإسم ولا بالماهية ولا بالكيفية كما بيناه ، وما وهمه الرازي عليه في ذلك باطل وما قاله زور وما نسب إليه محال.
كمون أسود : هو الكمون البري على الحقيقة وقد يقال أيضا على الحبة السوداء بالعربية وهو الشونيز وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.
كمكام : قيل أنه صمغ الضرو وقيل قشره وقد ذكرت الضرو في الضاد المعجمة.
كندر : ابن سمحون : الكندر هو بالفارسية اللبان بالعربية. الأصمعي : ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض الورس واللبان والعصب يعني برود اليمن. قال أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل عمان أنه قال : اللبان لا يكون إلا بالشجر شجر عمان وهي شجرة مشوّكة لا تسمو أكثر من ذراعين ولا تنبت إلا بالجبال ليس في السهل منها شيء ولها ورق مثل الآس وثمر مثل ثمره له مرارة في الفم وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر ويظهر في أماكن تعفر بالفؤوس وتترك فيظهر في آثار الفؤوس هذا اللبان فيجتنى. ديسقوريدوس في الأولى : ليبانوا وهو الكندر وقد يكون في بلاد الغرب المعروفة عندنا باليونانيين بمنبته الكندر وأجود ما يكون منه هبال هو الذكر الذي يقال له سطاعونيس وهو مستدير الحبة وما كان منه على هذه الصفة فهو صلب لا ينكسر سريعا وهو أبيض ، وإذا كسر كان ما في داخله يلزق إذا مس وإذا دخن به احترق سريعا وقد يكون الكندر أيضا ببلاد الهند إلى اللون الياقوتي وإلى لون الباذنجان ، وقد يحتال له حتى يصير مستديرا بأن يأخذوه ويقطعوه قطعا مربعة ويخلونه في جرّة ويدحرجونها حتى يستدير وهو بعد زمان يصير لونه إلى الشقرة ويقال له : سنغورس والكندر الذي من بلاد الغرب هو الثاني من بعده في الجودة مع الكندر المسمى السميلوطس ويسميه بعض الناس بوقسيس وهو أصغرها حصا وأميلها إلى لون الياقوت ، ومن الكندر نوع يسمى أمريسطن وهو أبيض وإذا فرك فاحت منه رائحة المصطكي ، وقد يغش الكندر بصمغ الصنوبر وصمغ عربي والمعرفة له إذا غش هينة وذلك أن الصمغ العربي لا يلتهب بالنار وصمغ الصنوبر يدخن به. والكندر يلتهب وقد يستدل أيضا على المغشوش من الرائحة. جالينوس في السابعة : هذا يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الدرجة الأولى وفيه مع هذا قبض يسير إلا أن الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض البتة. وقال في الثامنة : الكندر ينضج ويحلل من غير أن يقبض. ديسقوريدوس : والكندر يقبض ويسخن ويجلو ظلمة البصر ويملأ القروح العميقة ويدملها ويلزق الجراحات الطرية بدمها ويقطع نزف الدم من أي موضع كان ونزف الدم من حجب الدماغ الذي يقال له سسعس (١) وهو نوع من الرعاف ويسكنه ويمنع القروح الخبيثة
__________________
١) نخ ميتنجس.