أو صدور التعليمات النبوية ، كما أن جميع الذين أسلموا منذ السنين الاولى للبعثة بسبب مشاغلهم الشخصية ، لم تتوفر لهم فرصة الاستفادة من النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ دائما. وكذلك بما أن قسما من الاحكام جاء مجملا في الشريعة ، لهذا لم يكن في مقدور الجميع تشخيص مصاديقه وجزئياته.
كان الرسول الأعظم ـ صلىاللهعليهوآله ـ هو المرجع الأعلى في حل المشاكل ، وجواب مختلف المسائل المطروحة. وأحيانا كان بعض الصحابة ـ ممن كانت لهم حصيلة أكثر في معرفة أحكام الشريعة ، وكانوا يحظون بكفاءة فكرية وعلمية في جواب مختلف المسائل ـ مراجع للآخرين.
حتى أن بعضهم كان يرسل من قبل النبي صلىاللهعليهوآله الى مختلف البلدان لتعليم المسلمين الجدد ، مثل معاذ بن جبل حيث أرسل الى اليمن لاستعداده ، وكفاءته في قراءة القرآن ، وحسن فهمه.
وكان حجم الاختلاف في المسائل ضئيلا في عصر النبوة بسبب وجود شخص النبيّ صلىاللهعليهوآله بين المسلمين وتصديه لرفع كل اختلاف طارئ ، وكذلك بسبب محدودية الاحكام وبساطتها.
الاجتهاد في عصر الصحابة والتابعين :
كان المسلمون بعد عصر النبوة يرجعون إلى الصحابة المشهورين باطلاعهم على الأحكام الشرعية لمعرفة المسائل الجديدة الطارئة باستثناء عدد منهم ممن كانوا يعتقدون بخلافة الامام علي بن أبى طالب عليهالسلام وأنه نفس النبي صلىاللهعليهوآله بتصريح القرآن ، حيث كانوا يرجعون اليه باعتباره المرجع الأعلى في كل شيء.
كانت مصادر أولئك الصحابة في استنباط الاحكام ما حفظوه من القرآن الكريم