٣
شيء يلوح في سماء مكّة .. لعلّها خيوط مؤامرة تحوكها قريش كما تحوك العنكبوت بيتاً هو أهون البيوت.
أبو جهل بدا مربّد الوجه غاظه محمّد .. وقد أصبح حديث العرب في الجزيرة .. السياط تنهال على فقراء المسلمين ، والاسلام ينتشر كنهر دافق تنثال مياهه على الشطآن الرملية.
وأبو جهل لا يروق له ذلك. غاظه رحيل محمّد الى الطائف يدعو قبائلها الى دينه ، وأفقده صوابه أن يبايعه رجال من يثرب ...
لقد مات أبو طالب وانتهت زعامته .. واختفت خديجة وتبددت ثروتها .. وآن لمحمّد أن يموت ... ليمت هذا المتمرّد الذي يريد تحطيم الأصنام آلهة الأباء والأجداد وحارسة قوافلنا ومصدر هيبتنا؛ ولكن كيف السبيل إلى قتل محمّد .. إنه لم يعد وحيداً .. يحوطه رجال أشدّ من الحديد بأساً .. انّه لاينسى صفعة حمزة صيّاد الاسود. ولكن