حمزة قد فرّ من مكة. ترك ابن أخيه وهاجر. واذن فان كلّ شيء مهيأ للضربة القاضية. ويالها من فكرة رهيبة تفتقت عن شيطان مكّة.
شمّت « فاطمة » عبير الوحي ورأت أباها وجبينه يتصبب عرقاً ... اكتنفه جبريل يسرّه كلمات عظيمة يكشف له خيوط العنكبوت.
غمر الليل مكّة. ملأ أزقّتها بظلمة مخيفة؛ وبدت النجوم وهي تومض من بعيد لآلئ متناثرة فوق عباءة سوداء ...
تقاطر رجال من مختلف القبائل يخفون سيوفاً وخناجر كأشباح ، الليل كانوا يمرقون خلف أبواب مكّة الموصدة وأبو جهل ينتظر اللحظة الحاسمة. لسوف يغمد شباب مكّة سيوفهم في قلب محمّد وينتهي كلّ شيء .. وسيرى الحيرة بادية على وجوه بني هاشم ... لقد قتل محمّد وضاع دمه .. تفرّق بين القبائل.
كان أبو جهل يعبّ خمرته منتشياً بفكرته .. ستبقى مكّة تتحدّث في أنديتها عن فطنة أبي جهل.
فرك شيطان مكة يديه وراح ينظر من خلال كوّة تفضي إلى زقاق ملتوٍ منتظراً عودة فتيانه.
تمتم النبيّ بخشوع وقد استدعى ابن عمه عليا :
ـ « وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخر جوك ... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ».