ـ ننتظر حلبة شاة ثم ندهمه.
مثل طيف ملائكي انسلّ النبيّ من بيته مهاجراً متّجهاً صوب الجنوب لا يلوي على شيئ ، وهو يدعوالله أن يحمي فتى الاسلام علي :
ـ ربّ اجعل لي وزيراً من أهلي.
لم يخالج النوم عيني فاطمة تلك الليلة. هاهو والدها العظيم يودّع مكّة خائفاً يترقّب ... لا تدري عن مصيره شيئاً ، وفي فراشه ينام فتى أبي طالب سوف تتخطفه سيوف القبائل ... والليلة حبلى بالمفاجآت. ووجدت فاطمة نفسها تتضرّع الى الله أن ينصر أباها كما نصر موسى من قبل وأن يحمي ابن شيخ البطحاء.
اقتحمت الضباع منزل النبيّ ، وكانت السيوف والخناجر تتجه الى رجل نائم ملتحفاً برداً حضرمياً أخضر.
هبّ الفتى من فراشه كأسد غاضب وانتزع سيف أحد المهاجمين الذين تسمّروا في أماكنهم لهول المفاجأة. صرخ أحدهم :
ـ أين محمّد؟
وجاءه الجواب ثابتاً ثبات جبل حراء :
ـ لست عليه وكيلاً.
تنفّس الصبح واستيقظت مكّة على أنباء مثيرة. لقد أفلت محمّد وهاهو الآن في طريقه إلى يثرب وانطلق فرسان أشدّاء يجوبون