الصحراء بحثاً عن رجل شريد.
لا أحديعلم عن مكان النبيّ إلاّ فتىً في العشرين من عمره ، عاد لتوّه من غار في جبل ثور حيث ودّع النبيّ بعد أن أمن الطلب؛ عاد علي ينفض عن نفسه غبار الطري ويفكّر في وصايا النبيّ. لقد بقيت عليه مهمة واحدة أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ويحمل الفواطم وضعفاء المسلمين إلى يثرب ...
ابتاع عليّ « إبلاً » ، وأسرّ الى والدته فاطمة بنت أسد أن تتهيأ للهجرة وتخبر فاطمة بنت محمّد وفاطمة بنت حمزة وفاطمة بنت الزبير.
تحرّكت قافلة الفواطم يقودها عليّ ماشياً والتحقت بالركب ام أيمن وأبو واقد.
وتسلل ضعفاء المسلمين ليلاً إلى « ذي طوى » حيث واعدهم عليّ هناك.
كان أبو واقد يسوق الركب سوقاً حثيثاً ، وأدرك عليّ ما يموج في أعماق أبي واقد من الخوف والهلع فقريش لن تغفر له ذلك أبداً.
هتف عليّ مهدئاً :
ـ إرفق بالنسوة يا أبا واقد.
وقرب (ضجنان) لاحت للقافلة ثمانية فرسان يثيرون الغبار .. كانوا ملثمين وعيونهم تبرق بالشرّ.