يرتمي في أحضان امّه.
تمتم رسول السماء يضع حدّاً لأسئلة تناثرت فوق الرمال :
ـ فاطمة أمّ أبيها.
فاطمة بربيعها الثالث عشر تتحول إلى أمّ لأعظم الانبياء.
ـ وفاطمة بضعة منّي.
نظر محمّد إلى عيني ابنته كان يبحث فيهما عن فتى شرى نفسه لله.
ـ انّه هناك يا أبه .. تشققت قدماه .. سال منهما الدمّ .. الشوك والرمضاء ومشاقّ الصحراء .. ولا ناقة عنده ولا جمل.
تألقت عينا النبيّ :
ـ انّه أخي.
مضى محمّد للقاء أخيه المهاجر ...
وهبّ الفتى للقاء رسول السماء .. نسي آلامه.
رشّ الرسول كفيه برحيق النبوّة ثم مسح على قدمي الفتى المهاجر ، كأمّ رؤوم تمسح رأس وليدها ليغفو وينام ..
سافرت الآلام ووجد علي نفسه في مهد امّه في أحضان رجل ربّاه صغيراً .... فغفا ونام ، ونهض الرجل المكي تاركاً وليد الكعبة يلتقط أنفاسه بعد رحلة مريرة في رمال الصحراء.