بالسداسىّ. ووضع فيه ألفاظاً أعجمية وأسماء أصوات. وذلك أمر لا يوافقه عليه الصرفيون ، إذ يذهبون إلى أنه لا توجد ألفاظ سداسية الأصل ، وأن الألفاظ الأعجمية لا يصحّ وزنها ، لأن الوزن خاصّ بالعربية.
ثم رتّب المؤلّف الموادّ فى داخل الأبواب ، وفقا لما تتألّف منه من حروف ، ووفقا لما تتصرّف إليه ، وتتقلّب فيه من وجوه أو تقاليب. فبدأ كتاب العين مثلاً بباب الثّنائىّ المضاعف ، وبدأ هذا الباب بالعين حين تتّصل بالحاء ، فوجدهما لا يأتيان فى كلمة عربية ثنائية مضاعفة ، فانتقل إلى العين مع الهاء ، فوجد « عه » ومقلوبها « هع » ؛ ثم انتقل إلى العين مع الخاء ، فوجد « خع » ولم يجد مقلوبها « عخ » ؛ ثم انتقل إلى العين مع القاف ، فوجد « عق » ومقلوبها « قع ». وهكذا فرض عليه منهجه أن ينتقل بالعين إلى بقية الحروف ، على الترتيب الذى ذكرناه ، وبحث كل حرف يتركّب معها ، وجميع الصّور التى تقع فى هذا التركيب.
وكذا فعل فى بقية الأبواب. فقد بحث فى باب الثلاثى الصحيح العين ، هل تتألف مع الحرف الذى يليها وهو الحاء ، ومعهما حرف ثالث ، فلم يجد. فانتقل بالعين إلى الحرف الذى يلى الحاء وهو الهاء ، فوجد أنهما اقترنا معا. فسار بهما معاً إلى الحرف الذى يليهما وهو الخاء ، فوجد أنهما لا يأتيان معه. فانتقل إلى الحرف الذى يليه وهو الغين ، فوجد أنهما لا يأتيان معه. فانتقل بهما إلى القاف ، فوجد أن اللغة تشتمل على ألفاظ من هذا الثلاثىّ ، هى « عهق » ، ومقلوبه « هقع » ، فعالجهما ، ولم يجد بقية التقاليب الممكنة ، وهى « عَقَهَ ، هَعَقَ ، قَعَهَ ، قَهَعَ » فأهملها. ثم انتقل بالعين والهاء إلى الحرف الذي يلى القاف ، وهو الكاف ، فوجد اللغة تحتوى على ألفاظ مؤلّفة منها ، وهى « هكع » ، ولكنه لم يجد لها أىّ مقلوب. وهكذا انتقل بالعين والهاء حتى أتى على جميع الحروف الصحيحة ، ثم أهمل الحروف المعتلة ، لأن موضعها فى باب الثلاثىّ المعتلّ. وانتقل إلى العين مع الحرف الذى يلى الهاء ، وهو الخاء ، وبحث عنهما مركَبين مع القاف ، فالكاف ، فالجيم ... إلخ. ثم بحث عن العين مع الغين مقترِنَين بالقاف فالكاف فالجيم ... إلخ. وهلمّ جَرّا فى بقية الحروف ، وبقية الأبواب. وهذا الترتيب كله موجود بجميع تفاصيله فى مختصر العين للزّبيدىّ.
ويجدُر بنا أن نُوجِّهَ النظر إلى أن أبواب الثنائىّ المضاعف : الصحيح منها والمعتلّ ، تختلف عن بقية الأبواب قليلاً ، إذ لم يملأها المؤلِّف بالمقلوبات وحدها ، بل جعل فيها أقساما خاصَّة بالثنائى المخفّف ، مثل مِن وصَه ، وبالمضاعف الفاء واللام ، مثل كَعك وهِيه ،