فالمشاكل التي يواجهها اليتيم في بداية الشوط ثلاث :
ـ المسكن الذي يلجأ إليه.
ـ والتربية الصالحة بما تشتمل عليه من تأديب وتعليم.
ـ والمال الذي ينفق عليه منه.
( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ).
أول ما يحتاجه اليتيم في هذه الحياة هو :
الحضن الذي يضمه.
والصدر الذي يغمره بدفئه.
والبيت الذي يمرح فيه.
فإذا تهيأت هذه الثلاث كان بالامكان أن يحفظ هذا الطفل المهمل ليقوم بالانفاق عليه مادياً ، ومعنوياً.
ومن هنا جاءت فكرة الملاجيء للأيتام ومدى ما تسديه من خدمة للمجتمع في محافظتها على هذه الفئة من الاطفال.
لذلك يبدأ الكتاب المجيد بتذكير المشرع الاعظم بأولى مراحل احتياجاته وهو طفل يتيم فيخاطبه بهذا الاسلوب الهاديء لينقله إلى ذلك الدور الذي مر عليه.
أنت أيها المشرّع أحسست بهذا الشعور يوم ودع أبوك هذه الدنيا وهو في ريعان شبابه فكنت مشتبكاً لهذه الحوادث القاسية فأواك الله ، وعطف عليك قلوب الحواضن ، وإذا بجدك عبد المطلب يحتضنك فيوليك من حنانه ما يعوضك عن حنان الابوة ، ويوصي بك لعمك أبي طالب فيكفلك ويفضلك على أولاده وليكن بعد ذلك خير ساعد لك على دعوتك المقدسة ووسط هذا العطف تنعمت بما أنساك مرارة الوحدة الابوية وذل اليتم.