قال أبو إسحاق : إنما وجهه « ولا غَناء » ؛ لأن الغَناء غير خارج عن معنى « الغِنَى » قال : وكذلك أنشده من يُوثَقُ بعلمه.
* وقد غَنِىَ غِنًى ، واستغنى ، واغتنى ، وتغانى ، وتَغَنّى. وفى الحديث : « ليس مِنّا من لم يَتَغَنَ بالقرآن » (١).
* واستغْنَى اللهَ : سأله أن يُغْنِيه. عن الهَجَرى قال : وفى الدُّعاء : « اللهمّ إنى أسْتَغْنيك عن كلّ حازم وأستعينُك على كلِّ ظالم ».
* وأغناه الله ، وغَنّاه. وقيل : غَنَّاه : فى الدُّعاء ، وأغناه : فى الخبر.
* والاسم : الغُنْية ، والغُنْوَة ، والغِنية ، والغُنْيان وقول أبى المُثَلّم :
لَعَمْرُك والمَنايا غالِياتٌ |
|
وما تُغْنِى التَّمِيماتُ الحِمَامَا (٢) |
أراد : من الحمام فحذف وعَدَّى.
وما أثِر من أنه قيل : لابنة الخُسّ : « ما مائة من الضَّأن؟ فقالت : غِنًى » فَرُوِى لى أن بعضهم قال : الغِنَى : اسم المائَة من الغنم ، وهذا غير معروف فى موضوع اللغة ، وإنما أرادت : أن ذلك العدد غِنًى لمالكه ، كما قيل لها عند ذلك : « وما مائةٌ من الإبل؟ فقالت : مُنًى ، وما مائة من الخيل؟ فقالت : لا تُرَى » فَمُنى ، ولا تُرى : ليسا باسمين للمائة من الإبل ، والمائة من الخيل. وكتسمية أبى النجم فى بعض شعره الحِرْباء : بالشَّقِىّ ، وليس الشَّقِىُّ باسم للحِرْباء ؛ وإنما سمَّاه به لمكابدته الشمس واستقباله لها ، وهذا النحو كثير ، وقد بيّنت منه ضروبًا لإزالة الوَهْم فى الكتاب المُخصّص.
* والغَنِىُ ، والغانِى : ذو الوَفر. أنشد ابن الأعرابى :
أرى المالَ يَغْشَى ذا الوُصُوم فلا تُرَى |
|
ويُدْعَى من الأشرافِ منْ كان غانيا (٣) |
* وما لك عنه غِنًى ، ولا غُنْية ، ولا غُنْيان ؛ ولا مَغْنى : أى ما لك عنه بُدُّ.
* والغانِيةُ من النساء : التى غَنِيَتْ بالزَّوْج : وقيل : التى غَنَيتْ بحسنها عن الحَلْى.
وقيل : هى التى تُطْلَب ولا تَطْلُب.
__________________
(١) أخرجه البخارى فى التوحيد (ح ٧٥٢٧).
(٢) البيت لصخر الغى الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٨٧ ؛ ولأبى مثلم الهذلى فى لسان العرب (غنا) ؛ ويروى بـ (غالبات) بدلاً من (غاليات).
(٣) البيت لعقيل بن علفة فى لسان العرب (غنا) ؛ وتاج العروس (غنا) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (وصم) ؛ وتاج العروس (وصم). ويروى بـ (أن كان غانيا) بدلاً من (من كان غانيا).