* والغِناء من الصوت : ما طُرِّب به. قال حُمَيد بن ثَوْر :
عَجِبْتُ لها أنَّى يكونُ غِنَاؤها |
|
فَصيحًا ولم تَفْغَر بمَنْطقها فَما (١) |
* وقد غَنَّى بالشِّعْر ، وتَغنَّى به قال :
تَغَنَ بالشِّعْر إمّا كنتَ قائلَه |
|
إنّ الغِناء بهذا الشِّعْر مضمارُ (٢) |
أراد : إنّ التَّغَنِّى ، فوضع الاسم موضع المصدر.
* وغَنّاه بالشِّعْر ، وغَنّاه إياه.
* فأما ما أنشده ابن الأعرابى من قول الشاعر :
ثم بَدَتْ تَنْبِضُ أحْرادُها |
|
إنْ مُتَغَنَّاةً وإنْ حادِيَهْ (٣) |
فإنه أراد : إن مُتغنِّيةً ، فأبدل الياء ألفًا ، كما قالوا : « النّاصاة » فى النَّاصِيَة ، « والقاراة » فى القارية.
* وغَنَّى بالمرأة : تغزّل بها ، وغنّاه بها : ذكَّره إيّاها فى شِعْر قال :
ألا غَنِّنا بالزَّاهِرِيّة إنّنى |
|
على النَّأْى ممّا أن أُلَمّ بها ذِكْرَا (٤) |
* وبينهم أُغْنِيَة ، وإغْنِية يَتَغَنَّون بها : أى نوع من الغِناء ، وليست الأولى بقويّة ؛ إذ ليس فى الكلام « أُفْعُلَة » إلا أُسْنُمَة ، فيمن روى بالضم.
* وغنَّى بالرجل ، وتَغَنّى به : مَدَحه أو هجاه. وفى الخبر أنّ بعض بنى كُليب قال لجرير : هذا غسّان السَّليطى يَتَغنّى بنا : أى يهجونا. وقال جرير :
غَضِبْتُم علينا أم تَغَنَّيْتم بنا |
|
أن اخضَرَّ من بطن التِّلاع غَمِيرُها (٥) |
* وغَنَّيْتُ الرَّكْبَ به : ذكرتُه لهم فى شِعْر. وعندى : أن الغَزَل والمدح والهجاء إنما يقال فى كل واحد منها : غَنَّيْتُ ، وتَغنَّيْتُ بعد أن يُلَحَّن فيُغنَّى به.
* وغَنَّى الحَمامُ ، وتَغَنَّى : صَوّت.
* والغَناء : رمل بعينه. قال الراعى :
__________________
(١) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٢٧ ؛ ولسان العرب (فغر) ، (غنا).
(٢) البيت لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ٢٨٠ ؛ والمخصص (١٣ / ١٠) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (غنا) ؛ وكتاب العين (٧ / ٤١) ؛ وأساس البلاغة (ضمر) ؛ وتاج العروس (غنى).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (حرد) ، (نبض) ؛ (غنا) ؛ وتاج العروس (نبض).
(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (غنا) ، ويروى (غنيا) بدلاً من (غننا).
(٥) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨٩٣ ؛ ولسان العرب (غنا) ؛ وتاج العروس (غنى).