وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ » قال : السفن تجري في البحر بقدرة الله.
وفيه في قوله : « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ » قال : الذي يصبر على الفقر والفاقة ـ ويشكر الله عز وجل على جميع أحواله.
وفي المجمع في الآية وفي الحديث : الإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر.
أقول : وهو مأخوذ من الآية فقد مر أنه كناية عن المؤمن.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : « إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ » قال : الختار الخداع وفي قوله : « إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ » قال : ذلك القيامة.
وفي إرشاد المفيد من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام لرجل ـ سمعه يذم الدنيا من غير معرفة بما يجب أن يقول في معناها : الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه ، ومصلى ملائكته ومتجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة فمن ذا يذمها؟ وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها ، فشوقت بسرورها إلى السرور ، وحذرت ببلائها البلاء تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا.
فيا أيها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك؟ أبمصارع آبائك في البلى أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغي لهم الشفاء ـ واستوصفت لهم الأطباء ، وتلتمس لهم الدواء ، لم تنفعهم بطلبك ولم تشفعهم بشفاعتك مثلت بهم الدنيا مصرعك ومضجعك ـ حيث لا ينفعك بكاؤك ولا تغني عنك أحباؤك.
وفي الخصال ، عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال : ألا أخبركم بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه؟ قال : قلت : بلى قال : « إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ـ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً ـ وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ».
أقول : هناك روايات كثيرة جدا عن النبي والأئمة عليهمالسلام تخبر عن مستقبل حالهم وعن زمان موتهم ومكانه وهي تقيد هذه الرواية وما في معناها من الروايات بالتعليم الإلهي لكن بعض الروايات يأبى التقييد ولا يعبأ بأمرها.