أن معصيته له كانت السبب في إصابته بتلك المصيبة هي التوبة والرجوع الى منهج الاستقامة لينال ثواب التوبة ويسلم من تلك المصيبة وبذلك تكون الإصابة بالمصيبة على أثر حصول المعصية ، درسا تربويا وعقوبة معجلة من الله الرحيم ليردع بها الإنسان عن انحرافه ويعيده الى جادة عبوديته له ويسلمه من التمادي في الإنحراف وما يترتب عليه من المضاعفات السلبية الخطيرة كما يسلمه من العذاب الاكبر والاطول يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وسلوك مستقيم وقد اشار ذلك الشاعر الحكيم الى هذا المعنى بقوله :
وقسا ليزدجروا ومن يك راحما |
|
فليقس احيانا على من يرحم |
وإذا كانت المصيبة حاصلة له من ظلم الغير تكون فائدة ذكر الله سبحانه واللجوء اليه بالتضرع هي الاستعانة بالقوة العادلة من اجل دفع الظلم عنه وارجاع الحق اليه.
وإذا اقتضت الحكمة الإلهية تأخير الانتصار لهذا المظلوم الى المستقبل القريب في الدنيا او البعيد في الآخرة فإن ذكره سبحانه وتذكره عدله وانه لا بد ان يحكم بينه وبين ظالمه بالعدل عاجلا ام آجلا يجعله في حالة تطلع وترقب لإشراق فجر العدل عليه بنور الانتصار له ودفع الظلم عنه ـ فلا يغرق في ظلام ليل اليأس المظلم المؤلم ـ وهذه اعظم فائدة واطيب ثمرة يقطفها المؤمن من شجرة ذكره لله وتذكره عدله ورحمته بصورة تفصيلية تزيل عنه الم اليأس من الفرج.
وإذا كانت المصيبة حاصلة له بالقدر والقضاء بدون تدخل عامل اختياري بشري ذاتي أو غيري فإن فائدة التذكر لعدل الله سبحانه الشامل ورحمته الواسعة وانه لا يقدر لعبده المصيبة الا ليكفر سيئاته ويضاعف حسناته اذا رضي بها وصبر عليها ويدخله بعد ذلك الجنة بغير حساب.