أجل : إن فائدة ذكره الله سبحانه في هذه الحالة بالتذكر القلبي الواعي تتمثل بالصبر عليها وعدم التبرم والضجر منها وينال بذلك اولا ان يخف المها ويسهل تحملها حاضرا كما ينال ثانيا الجوائز الكبيرة التي وعد الله بها عباده المؤمنين الصابرين بقوله سبحانه :
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون * أُولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأُولئك هم المهتدون ) (١).
فائدة ذكر الله سبحانه حال الطاعة والمعصية :
واما فائدة ذكره لله سبحانه حال الطاعة فهي تتمثل بإعطاء الروح لها لان قيمة الاطاعة والعبادة لله سبحانه ودرجة ثوابها تكون بقدر ما يكون الإنسان العابد المطيع متذكرا لعظمته تعالى ومنشدا اليه بسلك الرجاء والطمع في ثوابه والخوف والخشية من عقابه واذا ترقت درجة التذكر والالتفات لعظمة الله ذاتا وحقا وانه اهل ان يطاع ويعبد لذاته لا لعامل الخوف والرجاء فتلك اعظم فائدة ينالها العابد المطيع واسمى مرتبة يرقى اليها على سلم العبودية الواعية الخالصة.
واما فائدة الذكر لله سبحانه حال المعصية فعلا او الاقدام عليها قبل وقوعها فهي تتمثل بالتوبة والرجوع اليه وبترك ذلك الاقدام والتحول منه الى موقف الإنابة الراجحة والتوبة الناجحة التي تعود عليه بالسلامة من مضاعفات الانحراف عن خط الاستقامة في هذه الحياة مع السلامة من الخطر الاكبر والمصاب الاخطر يوم الحساب مضافا الى ما يناله
__________________
(١) سورة البقرة ، الآيات ١٥٥ ، ١٥٦ ، ١٥٧.