ويتمثل مبدأ الحق الثابت في هذا العالم بالإيمان بالعقائد الحقة وبما يتفرع منها من النظم العادلة التي تتحقق بتطبيقها عبادة واضعها وهو الله سبحانه وحده لا شريك له ونفع الإنسان فردا ومجتمعا كما اراد تعالى وحيث ان هذه النظم مشرعة من قبل الله تعالى تكون حقا كما ان العمل بها يكون كذلك.
ومن المعلوم ان كل حق في مورد يقابله باطل مناف له ومصطدم معه فالعقيدة الحقة تعارضها وتصادمها العقيدة الباطلة كالالحاد والشرك المنافيين للتوحيد ونظرية تجويز الظلم في حقه تعالى المنافية للإيمان بضرورة اتصافه بالعدل وهكذا سائر العقائد الباطلة مقابلة لما ثبت بالبرهان القاطع حقيته من العقائد الصحيحة المعهودة.
وكذلك القوانين الحقة والنظم العادلة الصادرة عن الله الحق تقابلها النظم الجائرة الصادرة عن غير الله سبحانه من واضعي قوانين البشر فهذه تكون مصداقا للباطل ما دامت صادرة عن غير الله الحق والعمل بالقانون الباطل يكون من مصاديق الباطل ايضا.
وحيث ان الحسين عليهالسلام قد ذاب في الإسلام عقيدة وشريعة وعملا وفي مقابله خصومه الذين انحرفوا عنه اي عن الإسلام في هذه المجالات فكل من يحمل عقيدته الحقة ويؤمن ويلتزم بشريعته العادلة ويطبق ما تشتمل عليه من احكام وقوانين ـ يكون من أنصار الحسين واتباعه من حيث انه مع الحق والحق معه كأبيه علي عليهالسلام وبذلك يكون كل واحد من هؤلاء الانصار قد قبل الحسين بقبول الحق كما اراد هو عليهالسلام عندما قال : فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ـ وفي المقابل يعرف ان كل من ينحرف عن دين الله الحق بما يحمله من عقيدة باطلة وينتمي اليه ويلتزم به من قانون مناف لشرع الله سبحانه وبما