وربما ادت مظلومية بعض الاشخاص لان يدخله بها الجنة اذا سببت له استحقاق مقدار من حسنات الظالم مقابل حقه المادي او المعنوي الذي غصب منه في الدنيا.
وادت نقيصة حسنات الظالم لان يدخل بها النار حيث تغلب سيئاته حسناته بسبب هذه النقيصة على تفصيل وتوضيح مذكور في محله وبذلك يظهر ان ظلم شخص لآخر قد يكون رحمة للمظلوم في الآخرة على ضوء النتيجة المذكورة ويكون ظلما حقيقيا لنفس هذا الظالم قال سبحانه :
( من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) (١)
فلسفة الابتلاء بالحوادث الطبيعية :
ويبقى النوع الثالث من المصيبة : هو الذي يحتاج الى الإجابة الواضحة المبينة لحقيقة العدل الإلهي فأقول :
ان كل الحوادث التي تجري في الحياة خارج نطاق اختيار الإنسان وارادته انما تحدث لاسباب تكوينية اودعها الله سبحانه في الكون لمصلحة نوعية تخدم نوع البشر واكثر افراده فأصل وجود الريح وهبوبها قوية او خفيفة لمصلحة عامة وخلق الماء سائلا بطبعه لحكمة كما ان خلق النار محرقة لمصلحة وهكذا.
وقد يتفق في بعض الاحيان ان تحمل الريح النار الى زرع شخص وتحرقه كما قد يتفق ان يكون هبوب الريح بدرجة قوية ولمصلحة نوعية لا يعلمها تفصيلا الا الله سبحانه مؤديا لغرق السفينة وهلاك من فيها ففي
__________________
(١) سورة فصلت ، الآية : ٤٦.