وجود المكلفين على صعيد هذه الحياة وحياة الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم محدودة فلا بد للأمة من وجود شخص يكون مثله في الافضلية المطلقة من جميع الجهات ومن جميع المعاصرين مع الاتصاف بالعصمة مثل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لتتم الحجة لأن الإمامة امتداد للنبوة فيشترط فيمن يتصدى لحمل مسؤوليتها ان يكون متصفا بها ـ أي بالعصمة كالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وحيث ان الله سبحانه اعلم حيث يجعل رسالته أولاً للتبليغ كذلك هو اعلم حيث يجعلها ويضعها للحفظ والصون من التغيير ومن هذا المنطلق اقتضت الحكمة الإلهية ان يعين الله لهذا المنصب اي منصب الإمامة ـ اثني عشر إماماً أولهم الإمام علي بن ابي طالب عليهالسلام وآخرهم الإمام المهدي عجل الله فرجه.
وقد استفيد ذلك مضافا الى حكم العقل واستقلاله من بعض الآيات والعديد من الروايات من الأول آية الولاية الواردة في شأن الإمام علي عليهالسلام بمناسبة تصدقه بخاتمه حال ركوعه في الصلاة على ذلك الفقير ـ وهي قوله تعالى :
( إنما وليكم اللهُ ورسولهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) (١).
ومن الآيات الواردة في هذا المجال قوله تعالى :
( يايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم ) (٢).
بقرينة التفسير الوارد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لكلمة أولى الأمر ـ بالأئمة الاثني عشر المعصومين في جواب السؤال الذي قدمه جابر بن عبد الله
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٥٥.
(٢) سورة النساء ، الآية : ٥٩.