الانصاري عن المراد بهذه الكلمة ، ويؤيد ذلك حكم العقل واستقلاله بأن القابل لأن يأتي في المرتبة التالية للرسول في المنزلة والحجية ـ هم أهل بيته المعصومون عليهمالسلام والروايات الدالة على ذلك كثيرة اشهرها وأظهرها حديث الغدير وحديثا السفينة والثقلين وهي موجودة في كتب الطرفين وبالغة حد التواتر ـ وللتفصيل محله وموضعه من الكتب المؤلفة حول هذا الموضوع ـ وبذلك يثبت الاصل الرابع من اصول الدين وهو الإمامة.
الإيمان بالمعاد من لوازم الإيمان بالعدل الإلهي :
والاصل الخامس وهو المعاد ـ من لوازم الاصل الثاني اي العدل ـ كما هو واضح لان الله سبحانه هو الحاكم العادل وفي هذه الحياة الدنيا يوجد الظالم والمظلوم والمطيع والعاصي والمحسن والمسيء فلو كان الخلق بعد الموت يعودون الى التراب كما خلقوا منه ولا يعودون للحياة من جديد للحساب الحاسم والجزاء العادل لينال كل مكلف ما يستحقه على عمله من الثواب إن كان خيرا كما وعد سبحانه والعقاب إن كان شراً كما أوعد وكلاهما مصرح به في قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرهُ * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرهً ) (١).
أجل : لولا الإيمان بالمعاد للزم من ذلك ما هو مخالف لعدله تعالى حيث يستوي الجميع في النهاية والبداية بدون فرق بين مكلف وآخر كما ان ذلك مناقض لقوله تعالى :
__________________
(١) سورة الزلزلة ، الآيتان : ٧ ـ ٨.