( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستون ) (١).
وقوله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ) (٢).
مع الاخذ بعين الاعتبار الاعتقاد الجازم بأن القرآن الكريم هو وحي الله سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ ولذلك يكون كل ما ورد فيه من أمور الرسالة ، حقا لا شك فيه ومن أبرزها أمور العقيدة الحقة المتمثلة بأصول الدين الخمسة التي مر بيانها.
بيان المراد بالعبادة العامة ودور العبادة الخاصة في ترسيخ العقيدة :
وبالإيمان بهذه الاصول يتحقق العنصر الاول والاساس الوطيد في بناء صرح الرسالة الاسلامية والعنصر الثاني متفرع عليه ويعبر عنه بالشريعة وهي عبارة عن مجموعة النظم والقوانين التي تنظم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه المسلم وعلاقته بأخيه الإنسان وعلاقته بالكون والحياة.
والعبادة يراد بها في المنظور الاسلامي معنيان احدهما عام ويراد به الخضوع المطلق لإرادة الله سبحانه بكل عمل اختياري يمارسه المكلف بإرادته على صعيد هذه الحياة وبهذا المعنى اعتبرت العلة الغائية والسبب الداعي لخلق الله سبحانه الإنسان حيث قال :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (٣).
__________________
(١) سورة السجدة ، الآية : ١٨.
(٢) سورة إبراهيم ، الآية : ٤٢.
(٣) سورة الذاريات ، الآية : ٥٦.