حتى اكون عينه التي يصبر بها ويده التي يعمل بها.
ويمكن استفادة ذلك من قوله تعالى :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيثُ لايحتسب ) (١).
وبعد الاشارة الى كل واحدة من الثمرتين.
الأولى : وهي الخشوع في الصلاة.
والثانية : المترتبة عليها وهي الإعراض عن اللغو.
يأتي دور الحديث حول الثمرة.
الثالثة : وهي فعل الزكاة المطهر للمال من حق الغير وللنفس من دنس الشح والحرص ليتحقق بذلك الفلاح الذي يتوصل اليه المؤمنون ببركة اتصافهم بالاوصاف الستة التي ذكرها الله سبحانه في مقام مدحه لعباده المؤمنين وقد صرح سبحانه بإيصال السلامة من مرض الشح الى الفلاح والنجاح بقوله تعالى :
( ومن يُوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون ) (٢).
فأقول : إن كلمة الزكاة وإن كان الظاهر منها هو المقدار المعين من المال الذي يجب على المكلف ان يخرجه من ماله في زكاة المال او عن نفسه ومن ينفق عليه وجوبا او استحبابا في زكاة الفطرة ولكن يمكن تعميمها بلحاظ سياق الآية وجوهر الغاية المقصودة من إيجاب الزكاة المادية الى كل ما يبذله الإنسان المؤمن في سبيل خدمة أخيه الإنسان كالعلم الذي يبذله العالم في سبيل تعليم الجاهلين ، وإرشاد الضالين
__________________
(١) سورة الطلاق ، الآيتان : ٢ ، ٣.
(٢) سورة الحشر ، الآية : ٩.