هذه الملاحظة الواعية توحي لنا بما قدمه لنا الإسلام من نظام صحي شامل يتناول الجانب الوقائي بدقة واهتمام كامل.
أما الجانب العلاجي فقد اولاه الله سبحانه العناية الفائقة في مجالين احدهما تكويني والآخر تشريعي ـ أما التكويني فهو يتمثل في الكثير من النباتات والاعشاب التي اودع الله فيها برحمته وحكمته الكثير من الادوية والعلاجات المساعدة على التخلص والشفاء من الامراض التي يتعرض الإنسان للإصابة بها هذا مضافاً الى الكثير من الفواكه والمأكولات النباتية التي تحمل في طيها عنصري الغذاء والدواء معاً.
أما المجال التشريعي فيظهر بما اودعه الله سبحانه في الإسلام من التشريع الباعث للمكلف او لولي المريض الى مراجعة الطبيب المختص لغاية تشخيص الداء واستعمال ما يصفه له من الدواء ولا يتنافى هذا مع الاعتقاد بأن الله سبحانه هو المعافي والطبيب الواقعي الذي يستند اليه الشفاء.
وذلك لأن الله سبحانه قد شاءت حكمته ان تنال المسببات بأسبابها وحيث جعل سبب الشفاء بدواء خاص لا يعرف به الا الطبيب المتخصص.
لذلك يأمرنا بالرجوع إليه من اجل تحصيل السبب واما المسبب وهو الشفاء المطلوب فهو يرجع الى إرادة الله سبحانه وحكمته فإن شاء رتبه عليه وإن شاء بقي كل شيء على حاله والمؤمن الواعي المتوكل عليه يترك النتيجة اليه ويرضى بكل ما يقدره له فإن قدر له نجاح سعيه وحصول مطلوبه شكره على ذلك وإن قدر له عكس مراده ـ صبر ـ وقال