( يايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) (١).
عيد الفطر مختص بالصائمين المتقين :
فالصائم الذي أتى بالصوم مقتصرا فيه على ترك مفطراته المعهودة المعدودة وأكثرها مباحات وغير متورع عن ارتكاب المحرمات الشرعية ـ لا يكون ناجحا في مدرسة الصيام بل هو راسب برسوب غير واضح لدى الكثيرين ممن يتوهمون ان الصيام المطلوب من المكلف وجوبا او استحبابا يتحقق بمجرد الإمساك عن تلك المفطرات ضمن ايام معدودات.
وأما المؤمنون الواعون المدركون لغاية الصوم وفلسفته فهم يرون ان هذا الصائم بحكم ذلك المفطر التارك للصوم بالكلية من حيث النتيجة.
وقد اشار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الى هذا المعنى بقوله المشهور : رب صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش.
وحاصل ما تقدم ان عيد الفطر بما يحمل في طيه من معان إيجابية مشرقة ـ مختص بمن ادى فريضة الصوم وحقق غايتها وهي التقوى والى هذا المعنى اشار بعض الحكماء بقوله :
ليس العيد لمن لبس الجديد ولكن العيد لمن أمن عذاب الوعيد لأن الآمن من ذلك هو الذي أدى ما أوجب الله عليه على وجهه الصحيح وحقق غايته المقصودة منه وتأتي فريضة الصيام لتكون في الطليعة من بين
____________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٨٣.