لطعام يسد به جوعته او لماء يزيل به ظمأه او لتحصيل مال وهو قادر على ذلك كله بما أعطاه الله من قدرة وسهل له من الوسائل ـ فهذا الدعاء لا يكون صادرا من أهله وواقعا في محله لانه يكون اشبه شيء بطلب تحصيل الحامل ونصرة الامام المهدي ( عج ) وكوننا من جنوده وانصاره واقع في نطاق اختيارنا بلحاظ حضوره المعنوي المتمثل بوجود القرآن الكريم وحضور الاسلام العظيم لما تقدم من ان كل واحد من المعصومين ابتداء بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وانتهاء بالمهدي ( عج ) يعتبر قرآنا ناطقا وإسلاما عمليا متحركا على الصعيد العملي الخارجي ومن المعلوم ان نصرنا للإسلام الذي يتحقق بتعلم احكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه فكريا وعسكريا كما تقدم مقدور لكل مكلف وبقدر طاقته ومعه لا يحتاج لان يكرر الدعاء للإمام المهدي بتعجيل الظهور من اجل ان يكون من انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه مادام قادراً على ذلك قبل ظهوره ( عج ).
ثم إن الشخص عندما ينصر الاسلام في ساحة ذاته بترسيخ مبدئه الحق في نفسه ليصبح جزء منها لا ينفصل عنها تحت أي تأثير ثم يتمم هذا النصر بالعمل بمقتضى هذا المبدأ ويتممه ايضا بالدفاع عنه فكريا وعسكريا.
أجل : إن هذا الشخص عندما ينصر الاسلام بما ذكرنا من تعلم أحكامه وتطبيق نظامه والدفاع عنه يكون قد نصر نفسه ونفع ذاته معنويا وماديا دنيويا وأخرويا. وذلك لان تعميق المبدأ في حقل الذات عملية صنع لها وإيجاد بعد العدم لانها بدون المبدأ تكون بمثابة الجسم المجرد عن الروح باعتبار ان المبدأ الحي هو الذي يعطي الروح وجودها الانساني فإذا تجردت عنه يكون لها وجود حيواني مادي لا قيمة له ولا