اعتبار به في ميزان التفاضل ويلحق صاحبها حينئذ بسائر الفصائل الحيوانية بل يكون احط شأنا واضل سبيلا كما قال سبحانه :
( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أُولئك كالانعام بل هم أضل أُولئك هم الغافلون ) (١).
بالدين تتحقق إنسانية الإنسان ويكون وجوده المعنوي :
وبعد صنع نفسه وإيجادها في عالم الاعتبار والتقدير يحتاج بعد ذلك الى ما ينعشها ماديا ومعنويا وهذا يتحقق بالعمل بنظام مبدئه وتطبيقه في مختلف مجالات حياته لكونه نظاما عادلاً وكاملاً مشرعا من قبل الإله العادل الكامل ليحقق للإنسان حياته الكريمة وسعادته وتقدمه في مختلف الميادين.
قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون ) (٢).
وقال سبحانه : ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) (٣).
وكذلك تعود فائدة الدفاع عن المبدأ الى شخصه لان سلامته تكون
__________________
(١) سورة الاعراف ، الآية : ١٧٩.
(٢) سورة الانفال ، الآية : ٢٤.
(٣) سورة الاعراف ، الآية : ٩٦.