واما ان تكون المعصية من العبد وحده وليس من الله شيء فإن شاء عفا وان شاء عاقب فأدهش الحاضرون من علم الامام وهو بذلك السن لان انحصار الذنب بين الوجوه الثلاثة التي ذكرها الامام عليهالسلام عقلي ولا رابع لها فإذا انتفى الوجهان الاولان تعين الثالث حتما ونظير هاتين القصتين ما حصل للإمام الجواد عليهالسلام مع القاضي يحيى بن اكثم في قصة المناظرة المشهورة والتي غلب فيها الامام القاضي رغم حداثة سنه حيث كان له من العمر تسع سنوات ـ ونظيرها قصة الامام الهادي عليهالسلام مع الجنيدي الذي كلف من قبل الخليفة العباسي بأن يشرف على تعليم الامام عليهالسلام وكان له من العمر ست سنوات فوجده اعلم منه في كل العلوم بحيث تحول من معلم له الى تلميذ يتلقى العلوم منه كما اعترف بذلك هو أي الجنيدي.
تفوق أهل البيت على غيرهم بكل العلوم مع علمهم بكل اللغات :
وكما كان كل واحد من الأئمة أعلم أهل زمانه بكل العلوم والمعارف كان ملما بكل اللغات الموجودة في عصره بحيث كان يخاطب كل قوم بلغتهم الامر الذي اثار استغراب بعض اصحاب الامام الهادي عليهالسلام ـ على ما اذكر فسأله عن سبب تعلمه لهذه اللغات الاجنبية رغم انه ولد في مجتمع عربي ولم يعاشر غيره ليستفيد منه اللغات الاخرى وقد بين الامام له السبب في ذلك وانه الإلهام الإلهي من اجل ان تتم الحجة لله على خلقه حيث لا تتم الا اذا كان الامام عليهالسلام أعلم أهل عصره بكل العلوم وبكل اللغات السائدة.
ونحن عندما نقدر ونقدس أهل البيت عليهمالسلام من الناحية العلمية فلا نقدرهم لمجرد تفوقهم على غيرهم بالعلوم والمعارف بل لتفوقهم بالعمل