بذلك العلم الغزير فهم كما كانوا اعلم الناس كانوا ايضا اعبدهم واكثرهم تمسكا بالاحكام الشرعية وتقيدا وتعبدا بالتعاليم الإلهية بحيث كانت سيرتهم الغراء تجسيدا حيا للشريعة السمحاء.
وعندما نصف الاسلام العملي بأنه العلم النافع فإنا نقصد بهذا العلم ما يكون نورا يكشف لصاحبه ما يجب عليه ان يعرف به ويطلع عليه ليكون صادقا للإجابة على عدة اسئلة تطرح نفسها الى الذهن البشري وتطلب الاجابة عليها وهي كما يلي :
من الذي خلق الإنسان واوجد هذا الكون الفسيح؟ ولماذا وجد هذا العالم وخلق الإنسان؟ ولماذا التكليف وما هي الفائدة المترتبة عليه وما هو مصير الإنسان بعد الموت؟.
علم الأديان مصدر سعادة الإنسان :
ويسمى هذا العلم الذي يجيب على هذه الاسئلة بالعلم الديني لانه باجابته عليها يبين للمكلف اصول دينه وما ينبثق منها ويتفرع عليها من شريعة واحكام ـ وان كان الدين الاسلامي يوجب على المكلف ان يتعلم كل علم وفن يتوقف عليه نظام المجتمع بالوجوب الكفائي الذي يسقط عن الباقين من المكلفين بقيام البعض به منهم كما يوجب تحصيل الاجتهاد الذي يمكن المكلف المجتهد من معرفة الحكم الشرعي من دليله المفيد له ـ ولذلك يصح ان نفسر العلم الديني بالعلم الذي يكون وسيلة لمعرفة ما يجب على المكلف او يستحب له شرعا ان يطلع عليه من امور دينه ودنياه في مقابل العلوم المادية التي يعكف على تحصيلها اصحابها لمعرفة امور جامدة بعيدة من خالق الكون وغاية خلقه ومعرفة ما بعد الموت من العودة للحياة من جديد لمحاسبة كل مكلف على