عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة فأخبروهم ان ليس في مصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا على ان لا ينقضوا ربح الدينار ديناراً فلما قبضوا اموالهم انصرفوا الى المدينة فدخل مصادف على ابي عبد الله عليهالسلام ومعه كيسان في كل واحد الف دينار فقال : جعلت فداك هذا رأس المال وهذا الآخر ربحه فقال عليهالسلام : ان هذا الربح كثير ولكن ما صنعتم في المتاع فحدثه بما صنعوا وكيف تحالفوا فقال عليهالسلام : سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين الا تبيعوهم الا بربح الدينار دينارا ثم اخذ عليهالسلام احد الكيسين فقال هذا رأس المال ولا حاجة لنا في الربح.
وبملاحظة مجموع هذه القصص يتأكد عندنا ما هو المعروف المشهور في حياة أهل البيت عليهمالسلام وسيرتهم الغراء التي كانت تجسيدا حياً لتعاليم الاسلام وتفسيرا عمليا لآيات القرآن الكريم وبهذا الاعتبار صح وصفهم والتعبير عنهم بأنهم الاسلام العملي والقرآن الناطق.
ونحن عندما نتحدث بمزاياهم الحميدة وسيرتهم المجيدة فلا نقصد بذلك مجرد التسلي بما يريح النفس ويدخل السرور على القلب ولا لمجرد التبرك وتحصيل الثواب بالتحدث بفضائلهم كما يتلو الكثيرون آيات القرآن الكريم لاجل التبرك ونيل الاجر.
المقصود من التحدث بفضائل أهل البيت استفادة الدروس من حياتهم :
أجل : لا ينبغي ان يكون المقصود من التحدث بفضائلهم ما ذكرت فقط بل هناك هدف اسمى وغاية ارقى وهي استلهام العظة والعبرة من سيرتهم واستيحاء الدروس السامية في العقيدة الراسخة والاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة من سلوكهم المستقيم وخلقهم العظيم باعتبار