على حالة شديدة من العطش ـ على ما ورد في بعض الروايات المتضمنة لهاتين القصتين المتضادتين.
وبمجموع ما تقدم في هذا الحديث من اوله الى آخره يظهر لنا بجلاء ووضوح واقعية المضمون الذي يشير اليه موضوعه وهو ( الإسلام سبيل السعادة والسلام ) ، وذلك لانه مشرع من قبل خالق الإنسان العالم بما يصلحه ويصلح له من النظم العادلة الكاملة التي تحقق له أهدافه وتطلعاته في مختلف المجالات كما تعالج جميع مشكلاته الطارئة وتساير جميع التطورات الحادثة لتقدم لكل موضوع حكماً ولكل حاجة قضاء ولكل مشكلة حلاً.
وقد ذكرت في بداية هذا الحديث الوضع الجاهلي المتردي الذي كانت عليه الأمم والشعوب عامة والامة العربية خاصة قبل الإسلام وكيف تحولت وتطورت الامة العربية واصبحت خير أمة أخرجت للناس ببركة التزامها بالإسلام إيمانا وعملاً.
وأخيراً تركت هذا الدين العظيم وطبقت النظم المستوردة من الشرق والغرب فرجعت الى ما كانت عليه في ظل الجاهلية الاولى من التفرق بعد الوحدة والضعف بعد القوة والذل بعد العزة والهزيمة بعد النصرة ـ وتأتي مأساة فلسطين وسقوطها في ايدي الغاصبين المعتدين رغم قلة عددهم وكثرة عدد الامتين العربية والإسلامية لتكون شاهد صدق على واقعية هذه الحقيقة المرة التي اشرت اليها بأبيات قلت فيها :
هــذي الحقيقة مـرة لكنها |
|
جـاءت نتيجة ما جنته يدانا |
لم يـنصر الله اليهود وإنـما |
|
خذل الألى قد أهملوا القرآنا |
هذا الـكتاب مهدد ومبــلغ |
|
أياً تهز القلب والــوجدانا |
إن تنصروا الله الجليل أثابكم |
|
نصراً وإلا نلتم الخــذلانا |