الكلمات والقصائد الرثائية المبينة لفضل صاحب المناسبة ومكانته السامية.
والاحتفال بكلتا المناسبتين المذكورتين كان ولا يزال في الغالب ان لم يكن في الدائم ـ مقصورا على اسلوبه التقليدي العرفي المذكور ـ ومن الواضح ان الاحتفال بهذا الاسلوب وهذه الطريقة وان كان افضل من العدم المطلق ـ ولكن المتوقع ان يحصل تطور في الاسلوب بعد الرجوع بكلمة الاحتفال الى معناها اللغوي الاصيل ومعرفة نوع الباعث الذي ينبغي ان يكون هو المحرك لإقامة الاحتفال وإحياء المناسبة وهذا ما وعدت ببيانه في الجهة الثانية فأقول :
إن الباعث الموضوعي المفروض في حق مقيم الاحتفال ان ينطلق منه هو إبراز العوامل والاسباب الذاتية والموضوعية التي ساهمت في بناء شخصيته من اجل رعاية وتنمية ما يكون موجودا منها فعلا وتحصيل ما يكون مفقودا.
وبذلك يعرف حاضر الاحتفال والمطلع على ما القي فيه الاسلوب الذي يساعده على بناء كيانه وجعله صورة اخرى عن شخصية المحتفى به او شبيها بها كما قال الشاعر :
وتشبهو إن لم تكونوا مثلهم |
|
إن التشبه بالكرام فلاح |
ما الجهة الثالثة : فحاصل ما أريد بيانه فيها هو أننا إذا عرفنا المعنى الاصلي لكلمة الاحتفال في اللغة وادركنا انه هو الذي يطلب تحقيقه من اجل ان يكون الاحتفال واقعيا وعمليا مستمرا لا يقف عند زمان المناسبة وتاريخها ، يتعين في حقنا بعد ذلك مراعاة الاسلوب الواقعي العملي للاحتفال والاحتفاء وهو يتمثل اولا بالتعرف على شخصية صاحب المناسبة والاسباب التي ساهمت في بنائها من اجل ان