يصوغ كل شخص غير بالغ درجة شخصيته على مثالها من خلال بنائها على نفس الاسس والمنطلقات التي صنعت ذاته وبنت شخصيته وبعد هذا يتخذ من شخص صاحب المناسبة قدوة رائدة واسوة حسنة وذلك بترسم خطاه والسير على ضوء هداه في كل التصرفات وفي مختلف المجالات وبذلك يتحقق الاحتفال الحقيقي والاحتفاء الكامل العملي الذي يريده منا الله ورسوله والمؤمنون الواعون.
واما الاسلوب العرفي الذي كان ولا يزال متبعا في مقام احياء مناسبة الولادة او الشهادة ونحوهما وقد مرت الاشارة اليه فهو وان كان افضل من العدم المطلق كما تقدم ولكن يطلب منا ان نتجاوزه ولا نقتصر عليه في عصرنا الحاضر بعد القاء الحجة واشراق نور الوعي والصحوة الى الاسلوب العملي الذي يستمر معنا ويحصل منا في كل زمان ومكان نقتدي فيه بصاحب الذكرى ليكون حاضراً بيننا بسيرته المتبعة القويمة وشخصيته القيادية العظيمة.
وهذا ما اراد الله سبحانه ان ينبهنا عليه ويلفت نظرنا اليه بقوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) (١).
وما يقال في حق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يقال في كل واحد من أهل بيته الائمة المعصومين والقادة العدول السائرين على نهجهم لان كل واحد منهم يعتبر قرآنا ناطقا وإسلاماً عملياً متحركاً على صعيد الحياة والاحتفال الحقيقي المطلوب لله سبحانه ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأولي الأمر
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٢١.