الأرض يوم الأحد والإثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق المدائن والأقوات والأنهار ـ وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء ، وخلق السماوات والملائكة يوم الخميس ـ إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة ، وخلق في أول ساعة الآجال ـ وفي الثانية الآفة وفي الثالثة آدم. قالوا : صدقت إن تممت ـ فعرف النبي صلىاللهعليهوآله ما يريدون فغضب فأنزل الله « وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ».
أقول : وروي ما يقرب منه عن ابن عباس وعبد الله بن سلام وعن عكرمة وغيره وقد ورد في بعض أخبار الشيعة ، وقوله : قالوا : صدقت إن تممت أي تممت كلامك في الخلق بأن تقول : إنه تعالى فرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه.
والروايات لا تخلو من شيء :
أما أولا : فمن جهة اشتمالها على تصديق اليهود ما ذكر فيها من ترتيب الخلق وهو مخالف لما ورد في أول سفر التكوين من التوراة مخالفة صريحة ففيها أنه خلق النور والظلمة ـ النهار والليل ـ يوم الأحد ، وخلق السماء يوم الإثنين ، وخلق الأرض والبحار والنبات يوم الثلاثاء وخلق الشمس والقمر والنجوم يوم الأربعاء وخلق دواب البحر والطير يوم الخميس ، وخلق حيوان البر والإنسان يوم الجمعة وفرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه ، والقول بأن التوراة الحاضرة غير ما كان في عهد النبي صلىاللهعليهوآله كما ترى.
وأما ثانيا : فلأن اليوم من الأسبوع وهو نهار مع ليلته يتوقف في كينونته على حركة الأرض الوضعية دورة واحدة قبال الشمس فما معنى خلق الأرض في يومين ولم يخلق السماء والسماويات بعد ولا تمت الأرض كرة متحركة؟ ونظير الإشكال جار في خلق السماء والسماويات ومنها الشمس ولا يوم حيث لا شمس بعد.
وأما ثالثا : فلأنه عد فيها يوم لخلق الجبال وقد جزم الفحص العلمي بأنها تخلق تدريجا ، ونظير الإشكال جار في خلق المدائن والأنهار والأقوات.
وفي روضة الكافي ، بإسناده عن محمد بن عطية عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه ـ وهو الماء الذي خلق الأشياء منه ـ فجعل نسب كل شيء إلى الماء ـ ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه ، وخلق الريح من الماء ـ.
ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء ـ حتى ثار من الماء زبد على قدر