بيانا لأولي العزم في قوله : « أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ » وعن بعضهم أنهم الرسل الثمانية عشر المذكورون في سورة الأنعام ( الآية ٨٣ ـ ٩٠ ) لأنه تعالى قال بعد ذكرهم : « فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ».
وفيه أنه تعالى قال بعد عدهم : « وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ » ثم قال : « فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ » ولم يقل ذلك بعد عدهم بلا فصل.
وعن بعضهم أنهم تسعة : نوح وإبراهيم والذبيح ويعقوب ويوسف وأيوب وموسى وداود وعيسى ، وعن بعضهم أنهم سبعة : آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ، وعن بعضهم أنهم ستة وهم الذين أمروا بالقتال : نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان ، وذكر بعضهم أن الستة هم نوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب ، وعن بعضهم أنهم خمسة وهم : نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى ، وعن بعضهم أنهم أربعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وذكر بعضهم أن الأربعة هم نوح وإبراهيم وهود ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين.
وهذه الأقوال بين ما لم يستدل عليه بشيء أصلا وبين ما استدل عليه بما لا دلالة فيه ، ولذا أغمضنا عن نقلها ، وقد تقدم في أبحاث النبوة في الجزء الثاني من الكتاب بعض الكلام في أولي العزم من الرسل فراجعه إن شئت.
بحث روائي
في تفسير القمي في قوله تعالى : « وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ » الآيات ، كان سبب نزول هذه الآيات أن رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ خرج من مكة إلى سوق عكاظ ، ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام ـ فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله ثم رجع إلى مكة.
فلما بلغ موضعا يقال له : وادي مجنة (١) تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به
__________________
(١) المجنة : محل الجن.