فقوله : « فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » أي موجدها من كتم العدم على سبيل الإبداع.
وقوله : « جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً » وذلك بخلق الذكر والأنثى للذين يتم بتزاوجهما أمر التوالد والتناسل وتكثر الأفراد « وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً » أي وجعل من الأنعام أزواجا « يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ » أي يكثركم في هذا الجعل ، والخطاب في « يَذْرَؤُكُمْ » للإنسان والأنعام بتغليب جانب العقلاء على غيرهم كما ذكره الزمخشري.
وقوله : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ » أي ليس مثله شيء ، فالكاف زائدة للتأكيد وله نظائر كثيرة في كلام العرب.
وقوله : « وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » أي السميع لما يرفع إليه من مسائل خلقه البصير لأعمال خلقه قال تعالى : « يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » الرحمن : ٢٩ ، وقال : « وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ » إبراهيم : ٣٤ ، وقال : « وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ » الحديد : ٤.
قوله تعالى : « لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » إلى آخر الآية المقاليد المفاتيح وفي إثبات المقاليد للسماوات والأرض دلالة على أنها خزائن لما يظهر في الكون من الحوادث والآثار الوجودية.
وقوله : « يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ » بسط الرزق توسعته وقدره تضييقه والرزق كل ما يمد به البقاء ويرتفع به حاجة من حوائج الوجود في استمراره.
وتذييل الكلام بقوله : « إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » للإشارة إلى أن الرزق واختلافه في موارده بالبسط والقدر ليس على سبيل المجازفة جهلا بل عن علم منه تعالى بكل شيء فرزق كل مرزوق على علم منه بما يستدعيه المرزوق بحسب حاله والرزق بحسب حاله وما يحف بهما من الأوضاع والأحوال الخارجية ، وهذا هو الحكمة فهو يبسط ويقدر بالحكمة.