أقول : قوله : « فلما كان يوم اليمامة قتل » من كلام الراوي يريد أنه استشهد يوم اليمامة فكان ذلك تصديق قول النبي صلىاللهعليهوآله ، والرواية مروية بطرق مختلفة أخرى باختلاف يسير.
وفيه ، أخرج البخاري في الأدب ، وابن أبي الدنيا والبيهقي عن داود بن قيس قال: رأيت الحجرات من جريد النخل ـ مغشي من خارج بمسوح الشعر ـ وأظن عرض الباب من باب الحجرة ـ إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة أذرع ـ وأخرر (١) البيت الداخل عشرة أذرع ، وأظن سمكه بين الثمان والسبع: أقول : وروي مثل صدره عن ابن سعد عن عطاء الخراساني قال: أدركت حجر أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ من جريد النخل على أبوابها المسوح ـ من شعر أسود. الحديث.
وفيه ، أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعي قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فدعاني إلى الإسلام ـ فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها. قلت : يا رسول الله أرجع إلى قومي ـ فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ـ فمن استجاب لي وترسل إلي يا رسول الله رسولا ـ إبان كذا وكذا لتأتيك ما جمعت من الزكاة.
فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له ـ وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ أن يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت ـ فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطه من الله ورسوله ـ فدعا بسروات قومه فقال لهم : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان وقت لي وقتا يرسل إلى رسوله ـ ليقبض ما كان عندي من الزكاة ـ وليس من رسول الله صلىاللهعليهوآله الخلف ـ ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطه ـ فانطلقوا فنأتي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله الوليد بن عقبة ـ إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة ـ فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق ـ فرجع فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي ـ فضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله البعث إلى الحارث.
فأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث ـ وفصل عن المدينة لقيهم الحارث
__________________
(١) كذا في الأصل ولعله جمع خرير بالخاء المعجمة وهو المكان المطمئن.