ولم تُحْذَف فاءٌ من « فُعْلَةٍ » إلا فى حَرْفٍ شاذٍّ لا نَظِيرَ له ، وهو قَوْلُهم ـ فى الصِّلَةِ ـ : صُلَة. ولَوْلا المَعْنَى ، وأَنّا قد وَجَدْناهُم يَقُولُون : صِلَة ، فى معناها ، وهى مَحْذُوفَة الفاءِ [من وصَلْتُ ؛ لما أجزنا أن تكون محذوفةَ الفاءِ ، فقد بطل أن تكون ظُبَةٌ محذوفةَ الفاءِ](١) ولا تكونُ أيضًا محذوفةَ العَيْن ؛ لأَنَّ ذلِك لم يَأْتِ إلا فى سَه ومَه ، وهما حَرْفان نادِرانِ ، لا يُقاسُ عليهما غيرُهما. والظُّبَةُ : جِنْسٌ من المَزادِ.
مقلوبه : ظ و ب
* ظَابُ التّيْسِ : صِياحُه عندَ الهِياجِ.
وقد يُسْتَعْمَلُ فى الإنْسانِ. قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمٌ |
|
لَهُ ظابٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ(٢) |
* والظّابُ : الكَلامُ والجَلَبَةُ.
وإِنَّما حَمَلْناهُ على الواوِ ؛ لأَنّا لا نَعْرِفُ له مادَّةً. فإذا لمْ تُوجَدْ له مادَّةٌ ، وكان انْقِلابُ الأَلِفِ عن الواوِ عَيْنًا أَكْثَر ، كانَ حَمْلُه على الواو أَوْلَى.
مقلوبه : و ظ ب
* وَظَبَ عَلَى الشَّئِ ؛ ووَظَبَهُ وُظُوبًا ، وواظَبَ : لَزِمَه ، وداوَمَه ، وتَعَهَّدَهُ.
* ورَوْضَةٌ مَوْظُوبَةٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْىِ ، وتُعُهِّدَتْ حَتّى لم يَبْقَ فِيها كَلأٌ.
* ووادٍ مَوْظُوبٌ : مَعْرُوكٌ.
* والوَظْبَةُ : الحَياءُ من ذَواتِ الحافِرِ.
* ومَوْظَب : أَرْضٌ مَعْرُوفةٌ. وهو شَاذٌّ ، كمَوْرَقٍ ، وكَقَولِهم : ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ. وإِنّما حَقُّ هذا كُلِّه الكَسْرُ ؛ لأَنَّ آتِى الفِعْلِ منه إنَّما هُوَ عَلَى يَفْعِل ، كيَعِدُ. قالَ خِراشُ بنُ زُهْيرٍ :
كَذَبْتُ عَليكُمْ أَوعِدُونِى وعَلِّلُوا |
|
بِىَ الأَرْضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظَبَا(٣) |
__________________
(١) سقط من المطبوع ، واستدركناه من اللسان (ظبا).
(٢) البيت لأوس بن حجر من ملحق ديوانه ص ١٤٠ ؛ وهو فى لسان العرب (ظأب) ، (ظوب) ، (صوع) ، (عنق) ؛ وللمعلى العبدى فى لسان العرب (زمم) ؛ وبلا نسبة فى المخصص (٢ / ١٣٦ ، ١٣ / ٢٨٤) ؛ ولسان العرب (ظبا). وهو ملفق من بيتين :
وجاءت خلعة وبس صفايا |
|
يصور عتوقها أحوى زنيم |
يفرق بينها صرع رباع |
|
له ظأب كما ظأب الغريم |
(٣) البيت لخراش بن زهير فى لسان العرب (كذب) ، (وظب) ، (أرض) ؛ وتهذيب اللغة (١٠ / ١٧٢ ، ١٤ / ٤٠١) ؛ وتاج العروس (كذب) ، (وظب).