وشرب الخمر ، لأن الله عدل بها عبادة الأوثان.
وترك الصلاة متعمدا ، وشيئا مما فرض الله تعالى ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقول : من ترك الصلاة متعمدا فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله».
ونقض العهد وقطيعة الرحم ، لأن الله يقول : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ). (١) قال : فخرج عمرو بن عبيد له صراخ من بكائه ، وهو يقول : هلك من قال برأيه ، ونازعكم في الفضل والعلم. (٢)
١٠ ـ وعن الإمام الرضا عليهالسلام في قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ). (٣) قال : «الختم : هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم ، كما قال الله تعالى : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)». (٤)
١١ ـ وعن الإمام الرضا عليهالسلام ، في قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ). (٥) قال : «لأن المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطي ، فلذلك وفر على الرجال ، وعلة أخرى في إعطاء الرجل مثلي ما تعطى الأنثى ، لأن الأنثى من عيال الذكر ، إن احتاجت فعليه أن يعولها ، وعليه نفقتها ، وليس على المرأة أن تعول الرجل ، ولا تؤخذ بنفقته إن احتاج ، فوفر على الرجال لذلك ، وذلك قول الله عز وجل : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ). (٦)
١٢ ـ وفي (تفسير العياشي) في قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) (٧) عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد ، (٨) قال : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددت اليوم أني قد مت منذ عشرين سنة.
قال : قلت له : ولم ذاك؟
قال : لما كان من هذا الأسود ـ يعني أبا جعفر محمد بن علي بن موسى ـ اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم.
__________________
(١) الرّعد ١٣ : ٢٥.
(٢) الكافي ٢ : ٢١٧ / ٢٤ ، من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٦٧ / ١٧٤٦.
(٣) البقرة ٢ : ٧.
(٤) عيون أخبار الرّضا ١ : ١٢٣ ، والآية من سورة النّساء ٤ : ١٥٥.
(٥) النّساء ٤ : ١١.
(٦) علل الشرائع : ٥٧٠ / ١ ، عيون أخبار الرّضا ٢ : ٩٨ / ١ ، والآية من سورة النّساء ٤ : ٣٤.
(٧) المائدة ٥ : ٣٨.
(٨) وهو أحمد بن أبي دؤاد بن جرير بن مالك الأيادي ، أبو عبد الله ، أحد القضاة المشهورين من المعتزلة ، تولّى القضاء للمأمون والمعتصم والواثق والمتوكّل ، وتوفّي مفلوجا ببغداد سنة ٢٤٠ ه ـ تاريخ بغداد ٤ : ١٤١ ، لسان الميزان ١ : ١٧١ ، الأعلام للزركلي ١ : ١٢٤.