تاج العروس [ ج ٤ ]

قائمة الکتاب

    البحث

    البحث في تاج العروس

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    إضاءة الخلفية
    200%100%50%
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عرض الکتاب

    الأَثير : وهو عند العرب من الأَنواءِ الدّالَّة على المَطَرِ.

    والمِجْدَحُ : سِمَةٌ للإِبلِ على أَفخاذِها (١) وأَجْدَحَها : وَسَمَها بها (٢). وفي نسخة : به.

    ومَجادِيحُ السَّماءِ : أَنْواؤُها. ويقال : أَرْسَلتِ السّماءُ مَجادِيحَ الغَيْثِ. قال الأَزهريّ : المِجْدَحُ في أَمرِ السّماءِ يقال : تَرَدُّدُ رَيِّقِ الماءِ في السَّحابِ ، ورواه عن اللَّيث.

    وقال : أَمَّا ما قاله اللّيث في تفسير المَجاديحِ أَنها تَردُّدُ رَيِّقِ المَاءِ في السَّحاب فباطِلٌ ، والعَرب لا تَعرفُه.

    ورُوِيَ عن عُمرَ رضي‌الله‌عنه أَنه خرجَ إِلى الاستسقاءِ ، فصَعِدَ المِنْبَرَ فلم يَزِدْ على الاستغفارِ حتّى نَزَلَ. فقِيل له : إِنّك لم تَسْتَسْقِ ، فقال : لقد اسْتَسْقَيْت بمَجادِيحِ السَّماءِ.

    قال ابنُ الأَثير : الياءُ زائدةٌ للإِشباعِ. قال : والقِياس أَن يَكون واحِدُها مِجْدَاحاً ، فأَمّا مِجْدَحٌ فَجمْعُه مَجادِحُ. والذي يُرادُ من الحَديث أَنّه جَعلَ الاستغفارَ استسقاءً (٣) ، وأَراد إِبْطالَ الأَنْواءِ والتَّكذيبَ بها ، وإِنّما جعلَ الاستغفارَ مُشْبِهاً للأَنواءِ مخاطَبةً لهم بما يَعرفونه لا قَوْلاً بالأَنواءِ. وجاءَ بلفْظِ الجمْعِ لأَنه أَراد الأَنواءَ جَميعاً الّتي يَزعُمون أَنّ مِن شأَنها المَطَرَ.

    والمَجْدوحُ : دَمٌ كان يُخْلَطُ مع غيرِه فيُؤْكَل في الجَدْبِ.

    وقيل : هو دَمُ الفَصيِد (٤) ، كانوا يَستعمِلونه في الجَدْب في الجاهِليَّة. قال الأَزهريّ : المَجدوحُ : من أَطْعِمِة [أَهل] (٥) الجاهليّة ، كان أَحدُهم يَعْمِدُ إِلى النَّاقة فَيْفْصِدُها ويَأْخُذ دَمَها في إِناءٍ فيَشْرَبُه.

    وجَدَحَ ، السَّويقَ وغيرَه كمَنَع : لَتَّه ، كأَجْدَحَه.

    واجْتَدَحَه : شَرِبَه بالمِجْدَحِ. وعن اللّيث : جَدَحَ السَّويقَ في اللَّبنِ ونَحْوِه : إِذا خَاضه بالمِجْدَحِ حتَّى يَختلِط.

    واجْتَدَحه أَيضاً : إِذا شَرِبَه بالمِجْدَحِ. وجَدَّحَه تَجْديحاً : إِذا لَطَخَه ، هكذا في سائر النُّسخ. والصواب : خَلَطَه ، كما في اللّسان وغيرِه من الأُمّهات. وعبارُة اللّسان : والتَّجْدِيحُ الَخْوضُ بالمِجْدحِ يكون ذلك في السَّوِيق ونَحوِه. وكلُّ ما خُلِطَ فقد جُدِح ... وجَدَّحَ الشَّيْ‌ءَ : إِذا خَلَطَه.

    وشَرَابٌ مُجَدَّحٌ ، أَي مُخَوَّضٌ. وفي قول أَبي ذُؤيب :

    فَنَحَا لها بمُذلَّقَيْنِ كأَنَّما

    بِهما مِن النَّضْحِ المُجدَّحِ أَيْدَعُ

    عَنَى بالمُجَدَّحِ الدَّمَ المُحرَّكَ ، يقول : لمّا نَطَحَها حَرَّك قَرْنَه في أَجوافِها.

    وجِدِحْ ، بكسرتين كجِطِحْ : زَجْرٌ للمَعَزِ ، وسيأتي.

    والمِجْداحُ : ساحِلُ البَحْرِ ، جمعُه مَجادِحُ واستعاره بعضهم للشّرّ فقال :

    أَلَمْ تَعْلَمِي يا عَصْم كَيفَ حَفِيظَتِي

    إِذا (٦) الشَّرُّ خَاضَتْ جَانِبَيْه المَجادِحُ

    [جرح] : جَرَحَه ، كمَنعَه يَجْرَحُه جَرْحاً : أَثَّرَ فيه بالسِّلاحِ ، هكذا فسَّره ابنُ منظور وغيرُه. وأَمّا قول المصنّف : كَلَمَهُ فقد رَدّه شيخُنا بقوله : الجَرْحُ في عُرْف النّاس أَعْرَفُ وأَشْهَرُ من الكَلْم ، وشَرْطُ المُفسِّرِ الشارحِ أَن يكون أَعْرَفَ من المَشْروحِ. ولو قال : قَطَعَه أَو شَقَّ بعضَ بَدَنِه. أَو أَبقاه وأَحالَه على الشُّهرة كالجَوْهريّ ، لكان أَوْلَى.

    قلت : وعبارة الأَساس : جَرَحَه : كقَطَعه ، ولا يَخْفَى ما فيه من المُناسبة (٧). كجَرَّحَه تَجْريحاً : إِذا أَكْثَرَ ذلكَ فيه.

    قال الحُطَيئة :

    مَلُّوا قِراهُ وهَرَّتْهُ كِلابُهمُ

    وجَرَّحوهُ بأَنْيابٍ وأَضْراسِ

    والاسم الجُرْح ، بالضّمّ وج جُرُوحٌ وأَجراحٌ ، وجِرَاحٌ.

    وقيل : قَلَّ أَجْراحٌ إِلّا ما جاءَ في شِعْرٍ. ووجَدْت في حَواشي بعضِ نُسخ الصّحاح الموثوقِ بها : عنَى به قَوْلَ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيب :

    وَلَّى وصُرِّعْنَ مِنْ حَيْثُ الْتَبَسْنَ به

    مُضرَّجَاتٍ بأَجراحٍ ومَقْتولِ

    __________________

    (١) في القاموس : «بأفخاذها». والتكملة فكالأصل.

    (٢) في القاموس : به.

    (٣) بهامش المطبوعة المصرية : قال في اللسان : «بتأول قول الله عزوجل : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً)» سورة نوح الآيتان ١٠ و ١١ وانظر التهذيب (جدح).

    (٤) في القاموس : «الفصد». وفي الصحاح فكالأصل. وفي المجمل : «المفصود».

    (٥) زيادة عن التهذيب.

    (٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله» إِذ» في اللسان «إِذا».

    (٧) لم ترد العبارة في الأساس.