الكِبَارُ فَتقامَرُوا على الفِصَال. الواحدُ رَابحٌ وبه فَسَّر ثعلب.
أَو الرِّبَحُ الفَصيلُ وحينئذٍ ج رِبَاحٌ كجِمالٍ وجَمَلٍ.
ويقال : أَرْبَحَ الرَّجلُ ، إِذا ذَبَحَ (١) ، لضِيفانهِ الرَّبَحَ ، وهو الفُصْلانُ الصِّغار. وأَرْبَحَ النّاقةَ : إِذا حَلَبَها غُدْوةً ونِصْفَ النَّهارِ.
ورَبَاحٌ كسَحابٍ : اسمُ جماعةٍ ، منهم رَبَاحٌ : اسمُ ساقٍ.
قال الشّاعر :
هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ
كذا في الصّحاح. ورَبَاح : قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُس من أَعمال طُلَيْطِلَةَ ، منها محمّد بنُ سَعدٍ اللُّغَوِيّ النّحويّ ، أَوْرَده الصّلاح في تَذْكِرته ، وقاسِمُ بن الشّارِب (٢) الفَقيه ، ومحمّد بن يَحيى النّحويّ.
والرَّبَاحِيّ : جِنْسٌ من الكافور مَنسوبٌ إِلى بلدٍ ، كما قاله الجوهريّ ، وصَوَّبَه بعضُهم ؛ أَو إِلى مَلِكٍ اسمه رَبَاحُ اعْتَنَى بذلك النَّوْعِ من الكافور وأَظْهَرَه.
وقولُ الجوهريِّ : الرَّبَاحُ دُوَيْبَةٌ كالسِّنَّوْرِ يُجْلَب ـ هكذا بالجيم في سائر النسخ الموجودة بأيدينا ، وبخطّ أَبي زَكريَّا وأَبي سَهْلٍ بالحاءِ المهملة ـ منها ، وفي نسخ الصّحاح : منه ، فهو تحريف من المصنِّف أَو غيره. قال ابن بَرّيّ في الحواشي : قال الجوهريّ : الرَّبَاحُ أَيضاً : دُوَيْبّة كالسِّنَّوْر يُجْلَب منه الكافورُ وقال : هكذا وَقَع في أَصْلِي. قال : وكذا هو في أَصْلِ الجوهريّ بخطّه. وهو خَلْفٌ ، بفتح فسكون ، أَي فاسِدٌ غَلَطٌ. وأُصْلِحَ في بعضِ النُّسَخ ، وكُتِب : بَلَدٌ ، بدل : دُوَيْبَّة. قال ابن بَرِّيّ : وهذا من زيادة ابن القَطّاع وإِصلاحِه ، وخَطُّ الجوهريّ بخلافه. قلت : ونَصُّ الزِّيادةِ : والرَّبَاح أَيضاً : اسمُ بَلَد ، والّذي بخطِّ الجوهريّ : والرَّبَاح أَيضاً : دابَّةٌ كالسِّنَّوْرِ يُجْلَب منه الكافورُ. فقَوْلُ شيخِنا : إِنه مبنيُّ على الحَدْسِ والتَّخمينِ وعدمِ الاستقراءِ ، غيرُ ظاهرٍ.
وكِلاهما غَلَطٌ. ولقائل أَن يقول : أَيُّ غَلَطٍ فيما إِذا نُسِب إِلى البَلَدِ ، لأَن الأَشياءَ كلَّها لا بُدَّ أَن تُجْلَبَ من البِلاد إِلى غيرِها من صُمُوغٍ وثِمارٍ وأَزهارٍ ، لاختصاصِ بعضِ البلدان ببعض الأَشياءِ ممّا لا تُوجد في غيرها ؛ وكذا إِذا كان «يُحْلَب» بالحاءِ المهملة ، على ما في النُّسخ الصَّحيحة من الصّحاح بخطّ أَبي زكريّا وأَبي سَهْلٍ ، أَمكَنَ حَمْلُه على الصِّحّة بوَجْهٍ من التَّأْويل (٣). والّذي في هامشِ نُسخ الصّحاح ما نَصُّه : وَقَعَ في أَكثرِ النُّسخ كما وُجدَ بخطّ أَبي زكريّا ، وإِذا كان كذلك فهو تَصحيفٌ قبيح لأَنَّ الكافورَ لا يُحْلَب من دابَّة ، وإِنما هو صَمْغُ شَجَرٍ بالهند ، ورَبَاحٌ : مَوضعٌ هُناك يُنسَب إِليه الكافور ، يكونُ داخلَ الخَشَبِ ويَتَخَشْخَشُ فيه إِذا حُرِّك فيُنْشَرُ ذلك الخَشبُ ، ويُسْتَخْرَجُ منه ذلك ، وأَمّا الدُّوَيْبَة الّتي ذُكِر أَنها تُحْلَب الكَافُورَ فاسْمُها الزَّبَادة.
قال ابن دريد : والزَّبَادة التي يُحلَب منها الطِّيب أَحسبها عَربيّة.
ورَبَّح تَرْبيحاً : اتَّخَذَ الرُّباحَ ، أَي القِرْدَ ، في مَنزلِه.
وتَربَّحَ الرَّجُلُ : تَحيَّرَ.
وكزُبَيْرٍ ، رُبيْحُ بنُ عبدِ الرّحمنِ ابن الصَّحابي الجليل أَبِي سَعيدٍ سَعْدِ بنِ مالكِ بن سِنَانٍ الخُدْريّ الخَزْرَجيّ الأَنصاريّ ، رضياللهعنه ، فَرْدٌ من أَهلِ المَدينة ، عن أَبيه ، روَى عنه كثيرّ بن زَيْدٍ وعبدُ العزيز بنُ محمّد. قال البُخاريّ في التاريخ : أُراه أَخا سَعِيدٍ (٤).
* ومما يستدرك عليه :
المُرَبَّح فَرَسُ الحَارِثِ بن دُلَفَ.
والرَّبَحُ : ما يَربَحونُ من المَيْسِرِ.
ومَتْجَرٌ رابحٌ ورَبِيحٌ : الّذي يُرْبَحُ فيه.
وفي حديث أَبي طَلْحَة : «ذلك مالٌ رابِحٌ» ، أَي ذُو رِبْحٍ ، كقولك : لابِنٌ وتامِرٌ. ويُرْوَى بالياءِ.
* ومما استدركه الزَّمَخْشَريّ في الأَساس : امرأَةٌ رِبَحلَة : عَظيمةُ الخَلْقِ. ورَجُلٌ رِبَحْلٌ : من الرَّبْح ، وهو الزِّيادَة ، واللَّامُ مَزيدةٌ. فانظر ذلك ، وسيأْتي الكلامُ عليه.
__________________
(١) في التهذيب : نحر.
(٢) في معجم البلدان (رباح) : الشارح.
(٣) في الصحاح المطبوع : والرباح أَيضاً : دويبة كالسنور. والرباح أَيضاً : بلد يجلب منه الكافور.
(٤) في تقريب التهذيب : يقال اسمه سعيد ، ورُبيح لقب.