أَسنَدُوا إِليه في مَشْرُبة» أَي صَعِدُوا. وهو مَجَاز ، وأَسْنَدتُه أَنا ، فيهما أَي في الرُّقِيِّ والاستناد.
ومن المجاز : سَنَدَ لِلخَمْسينَ ، وفي بعض النسخ : في الخَمْسِين (١) ، والأُولَى : الصوابُ ، إِذا قَارَبَ لهَا مُثِّل بِسُنودِ الجَبَلِ ، أَي رَقِيَ.
وسَنَدَ ذَنَبُ الناقَةِ : خَطَرَ فضَرَب قَطَاتَها يَمْنَةً ويَسْرَةً ، نقله الصاغانيّ.
ومن المَجَاز : حَدِيثٌ مُسْنَدٌ ، وحديث قَوِيُّ السَّنَدِ.
والأَسَانِيدُ : قوائِمُ الأَحادِيثِ. المُسْنَدُ ، كمُكْرَم من الحَدِيثِ : ما أُسْنِدَ إِلى قائِلِهِ أَي اتَّصَلَ إِسنادُه حَتَّى يُسْنَد إِلى النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمُرْسَل والمُنقَطِعُ : ما لم يَتَّصِل. والإِسناد في الحديث : رَفْعُه إِلى قائِلِه ، ج : مَسانِدُ ، على القياس ، ومَسَانِيد ـ بزيادة التحتيّة إِشباعاً ، وقد قيل إِنه لُغة. وحكَى بعضُهم في مثلِه القياسَ أَيضاً. كذا قاله شيخُنا ـ عن الإِمام مُحمدِ بنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ المُطَّلبيّ ، رضياللهعنه.
ويقال : لا أَفْعَلُه آخِرَ المُسْنَدِ ، أَي الدَّهْرِ ، وعن ابن الأَعْرابيّ : لا آتِيه يَدَ الدَّهْرِ ، ويَدَ المُسْنَدِ ، أَي لا آتِيهِ أَبداً.
والمُسْنَدُ : الدَّعِيُّ ، كالسَّنِيدِ ، كأَمِيرٍ ، وهذه عن الصاغانيِّ (٢). قال لبيد :
وجَدِّي فارسُ الرَّعْشَاءِ منهمْ |
|
كَرِيمٌ لا أَجَدُّ ولا سَنِيدُ |
ويروى :
رئيسٌ لا أَلَفُّ ولا سَنيدُ
ويُرْوَي أَيضاً : لا أَسَرُّ ولا سَنِيدُ.
ويقال : رَأَيْتُ بالمُسْنَد مَكتوباً كَذَا ، وهو خَطٌّ بالحِمْيَرِيِّ مُخَالفٌ لِخَطِّنا هذا ، كانوا يَكْتبونَه أَيّامَ مُلْكِهم فيما بينهم.
قال أَبو حاتم : هو في أَيْدِيهِم إِلى اليومِ باليَمَنِ ؛ وفي حديث عبد الملك : «أَنَّ حَجَراً وُجِدَ عليه كِتَابٌ بالمُسْنَدِ» ، قال : هي كِتابةٌ قَدِيمةٌ. وقيل هو خَطُّ حِمْيَر. قال أَبو العبَّاس : المُسْنَد : كَلامُ أَولادِ شِيث. ومثلُه في «سِرّ الصناعة» لابن جِنيّ.
والمُسْنَدُ : جَبَلٌ م معروف ، وعبدُ الله بنُ محمدٍ المُسْنَدِيُّ الجُعْفِيّ البُخَارِيّ ، وهو شيخُ البُخَارِيّ ، إِنَّما لُقِّب به لِتَتَبُّعِهِ المَسَانِدَ ، أَي الأَحادِيثَ المُسْنَدَةَ ، دُونَ المَرَاسِيلِ والمَقَاطِيعِ منها ، في حَدَاثَتِهِ وأَوّلِ أَمْرِهِ. ماتَ يَومَ الخَمِيس ، لِسِتِّ ليالٍ بَقِينَ من ذي القَعْدة ، سنة تِسع وعشرين ومائتين. ومن المُحَدِّثين مَن يكسر النون.
وسُنَيْدٌ كَزُبَيْرٍ ، لقبُ الحُسَيْن بن داوودَ المَصِيصِيّ ، مُحَدِّثٌ ، روَى عنه البُخَارِيُّ ، وله تفسير مُسْنَد مشهور ، وولده جَعفَرُ بن سُنَيْد حَدَّث عن أَبيه.
ومن المَجَاز : هُم مُتَسانِدُون ، أَي تَحتَ راياتٍ شَتَّى ، كلٌّ على حِيَاله (٣) ، إِذا خَرَجَ كلُّ بنِي أَبٍ على راية ، لا تَجْمَعُهُم رَايةُ أَميرٍ واحدٍ.
والسِّنَادُ ، بالكسر : الناقَةُ القَوِيَّةُ الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ ، قال ذو الرُّمّة :
جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّها |
|
وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ (٤) |
قاله أَبو عَمْرٍو. وقيل : ناقَةٌ سِنَادٌ : طَوِيلةُ القوائِمِ ، مُسْنَدةُ السَّنَامِ. وقيل : ضامِرةٌ. وعن أَبي عُبَيْدة : هي الهَبِيطُ الضَّامِرَةُ. وأَنكَرَه شَمِرٌ.
وقال أَبو عُبيدَة : من عُيوب الشِّعْرِ السِّنَادُ ، وهو : اختِلافُ الرِّدْفَيْنِ ، وفي بعض الأُمَّهات : الأَرداف (٥) في الشِّعْر قال الدّمَامِينِيُّ : وأَحسَنُ ما قيل في وَجْهِ تَسمِيتَهِ سِنَاداً أَنّهم يقولون : خَرَجَ بنو فلانٍ مُتَسَانِدين (٦) ، أَي خَرجوا على راياتٍ شَتَّى ، فهم مُخْتَلِفُون غيرُ مُتَّفِقِين. فكذلك قَوَافِي الشِّعْرِ المُشْتَملِ على السِّنادِ ، اختَلَفَتْ ولم تأْتَلِف بحَسب مَجارِي العادةِ في انْتِظَامِ القوافِي.
__________________
(١) وهي عبارة اللسان ، وفي التكملة : سند الخمسين.
(٢) وفي التهذيب : ويقال للدعيّ : سنيد. وذكر عجز بيت لبيد وفيه «لا أحدّ» بدل «لا أحد» وفي الديوان : «لا أسرّ».
(٣) الأساس : حاله.
(٤) قوله جمالية : ناقة عظيمة الخلق مشبهة بالجمل لعظم خلقها. والحرف : الناقة الضامرة الصلبة ، مشبهة بالحرف من الجبل. وأزج الخطو : واسعه. والوظيف : عظم الساق ، والسهوق : الطويل.
(٥) وهي عبارة التهذيب واللسان ، والردفين عبارة الصحاح ونقلها الصاغاني في التكملة.
(٦) عن التهذيب والصحاح واللسان ، وبالأصل «مساندين».