قال أَبو عُبَيْدَة : مَن أَراد الصَّوَابَ قال : خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ (١) نِبالي. ومَن أَرادَ الخَطَأَ قال : خِفْتُما إِخطاءَ نِبالِكُما.
وسَهْمٌ صارِدٌ ، ومِصْرَادٌ : نافَذٌ ، خَرَج بَعْضُه ، ومارِقٌ : خَرَج كُلُّه. وصارِدٌ : خرجت شَبَاةُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ. ونَبْلٌ صَوَارِدُ.
وسَهْم مُصْرِدٌ كمُكْرِم : مُخْطِىءٌ قاله قُطْرُب.
وفي الحديث : «نُهِيَ المُحْرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَد» وهو بِضَمِّ الصادِ وفتْح الرَّاءِ : طائِرٌ فوقَ العُصفورِ أَبْقَعُ ضَخْمُ الرّأْسِ ، قال الأَزهريُّ : يَصطادُ العَصَافِيرَ ، يكون في الشَّجَرِ ، نِصْفُه أَبيضُ ونِصْفُه أَسودُ ، ضَخْمُ المِنْقَارِ ، له بُرْثُنٌ عظيم. ويقال له : الأَخْطَب ، لاخْتِلاف لَوْنَيْهِ. والصُّرَد لا تَراه إِلّا في شُعْبَةٍ أَو شَجَرَةٍ ، لا يَقْدِر عليه أَحدٌ (٢). قال سُكَيْنٌ النُّمَيْرِيُّ : الصُّرَد صُرَدانِ ، أَحدُهما يُسَمِّيه أَهلُ العِرَاقِ : العَقْعَقُ ، وأَمّا البَرِّيُّ فهو الهَمْهَام ، يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ. ورُوِيَ عن مُجَاهِدٍ : وكُرِه لَحْمُ الصُّرَدِ وهو من سِبَاعِ الطَّيْرِ. أَو هُو أَوَّلُ طائِرٌ صَامَ الله تعالى.
ورُوِيَ عن مجاهدٍ في قوله تعالى : (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (٣) قال : أَقْبَلَت السَّكِينَةُ ، والصُّرَدُ ، وجِبْرِيلُ مع إِبراهِيمَ من الشَّأْم : ج صِرْدَانٌ ، بالكَسْر ، قال حُمَيْد الهلالِيُّ :
كأَنَّ وَحَى الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضالَةٍ |
|
تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذا ما تَلَهْجَما |
ومن المجاز : فَرَس مُصَرِّدٌ : به صُرَدٌ ، وهو : بَيَاضٌ في ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ ، وجمْعُه صِرْدَانٌ ، وقد تقدَّم قريباً.
والصُّرَدَانِ تثنية صُرَدٍ : عِرْقَانِ أَخضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ ، كما قاله اللَّيْث ، عن الكِسَائيّ. وقيل : هما عَظْمَان يُقيمَانه ، وقال يَزِيدُ (٤) بن الصَّعِقِ :
وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ (٥) من شَآمٍ |
|
له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ |
أَي ذَرِبانِ.
وفي المحكم : الصُّرَدُ : عِرْقٌ في أَسفلِ لِسان الفَرَسِ.
وقال الأَصمعيّ : الصُّرَدُ من الفَرَسِ : عِرْقٌ تحْت لِسَانِه ، وأَنشد :
خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذو مَيْعَةٍ (٦) |
|
كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ |
وعن ابن الأَعرابيِّ : الصَّرِيدةُ : نَعْجَةٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ وأَنْحَلَهَا ، كذا في المحكم ، ج : صَرَائِدُ ، وأَنشد :
لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً |
|
وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ |
والصُرَّاد ، والصُّرَّيْد ، والصَّرْدَى كَرُمَّانٍ ، وقُبَّيْطٍ وسَكْرَى : الغَيْمُ الرَّقِيقُ لا مَاءَ فِيهِ ، وهو نَصُّ الصّحاح وقيل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّيح. وقال الأَصمعيُّ : الصُّرَّادُ : سَحابٌ بارِدٌ نَدِيٌّ ، ليس فيها ماءٌ.
والتَّصْرِيدُ : التَّقْلِيل ، وقيل : إِنما كَرِهوا الصُّرَدَ وتَشَاءَمُوا به من اسمه ، من التصريد ، ونُهِي عن قَتْلِهِ رَدّاً للطِّيَرَةِ.
ومن المَجَاز.
صَرَّدَ له العَطَاءَ تَصْرِيداً : قَلَّلَه. وفي الحَدِيث. «لن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا تَصْرِيداً» أَي قَليلاً.
والتَّصريد في السَّقْي دُونَ الرَّيِّ ، وفي التهذيب : شُرْبٌ دُونَ الرِّيّ. وشَرابٌ مِصَرَّد : مُقَلِّل.
والمُصْطَرِد : الرجلُ الحَنِقُ الشَّديدُ الغَيْظِ ، عن الصاغانيّ ، كالمصطَرّ ، بغير دالٍ.
__________________
(١) التهذيب : تصيبكما.
(٢) هذا قول ابن شميل كما نقله عنه شمر. وفي المصباح يسمى المجوّف لبياض بطنه ، والأخطب لخضرة ظهره والأخيل لاختلاف لونه ، كذا بهامش اللسان هنا.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٤٨.
(٤) عن الصحاح ، وبالأصل «زيد» زيد في الصحاح : يهجو النابغة الذبياني.
(٥) عن الصحاح والتهذيب ، وبالأصل «أعذر».
(٦) عن التهذيب واللسان ، وبالأصل «منعة» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان.