هم أربع فرق : الأولى : مبتكروا الوخز ومؤسسوا التبديل وكاتبوا الزور ومغيروا مجرى التاريخ الصحيح. الثانية الناكثون. الثالثة : القاسطون. الرابعة : المارقون. وحسبنا ما أخرج مسلم عن على بن أبى طالب قوله : (والذى فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أن لا يحبنى إلا مؤمن ولايتغضنى إلا منافق) (١). ولكن أصحاب هذه الفرق عامة ورجالاً منهم خاصة لم يكتفوا ببغض على وسائر آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إن كان بغضهم علامة على النفاق المستكن فى قلوبهم وكاشفاً لما أبطنوه هذا إن سبق نفاقهم اما الذين لم يسبق لهم ذلك وإنما وقع منهم مؤخراً فأقل ما يبتليهم الله لا أن يعقبهم نفاقا إلى يوم يلقونه وإنما زادوا عليه فهذا المسعودى يذكر الشحيح عبدالله بن الزبير بأنه : عمد إلى من بمكة من بنى هاشم فحصرهم فى الشعب وجمع لهم خطبا عظيما لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد وفى القوم محمد بن الحنفية « وعبدالله بن العباس » فالرواية تذكر وجود إبن عباس مع محمد بن الحنفية ولكن ليس هنا محل ذكرها فلذا ذكرناه بين معكوفين ... وذكر ... عن مساور بن السائب (أن ابن الزبير خطب أربعين يوماً لايصلى على النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : لايمنعنى أن أصلى عليه إلا أن تشمخ رجال بآنافها) (٢). وذكر أن النوفلى حدث فى كتابه فى الأخبار قال : « خطب ابن الزبير فنال من على » (٣) ... وذكر ... عن سعيد بن جبير قصة حوار بين ابن عباس وابن الزبير. فقال ابن الزبير : « انى لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة » (٤) وذكر ابن الأثير أن عبدالله بن الزبير ألح على محمد بن
________________
١. مسلم النيسابورى الجامع الصحيح (صحيح مسلم) ج ١ ص ٦١ باب الدليل على أن حب الأنصار وعلياً من الايمان وعلاماته.
٢. إن أبى الحديد شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٦٢.
٣. المصدر واليعقوبى تاريخ اليعقوبى ج ٢ ص ٢٦١.
٤. إبن أبى الحديد شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ٦٢ وج ٢٠ ص ١٤٨.